14 سبتمبر 2025
تسجيللن أدعي اليوم أنني مطلع بشكل كامل على كرة القدم القطرية بكل تفاصيلها من إيجابيات وسلبيات ولكنني في ذات الوقت إعلامي خليجي لدي من المعلومات والمتابعات ما يجعلني أستطيع أن أبدي الرأي ومن هنا ومن خلال متابع يشاهد المشهد الكروي في قطر من الخارج أجد أن هناك تقييماً غير منطقي لعمل الاتحاد القطري لكرة القدم خلال السنوات الماضية فهناك أغلبية معيار التقييم لديها للعمل يأتي من خلال المنتخبات الوطنية ونتائجها. لذا وبنظرتي الشخصية أعتقد أنه من الظلم أن نجعل هذا هو معيار التقييم ومن هنا نقول إن المنتخبات الوطنية هي نتاج عمل الأندية وليس الاتحاد فما هو مطلوب من الاتحاد هو أن يعمل على التعاقد مع أجهزة فنية وإدارية عالية وإعداد المعسكرات واللقاءات الودية وليس إعداد اللاعبين وصناعتهم وتطوير مستواهم فالأندية هي المعنية بهذا ومتى ما كانت الأندية قادرة على صناعة النجوم فبدون شك أن المنتخبات هي المستفيد الأكبر منتخباتنا هي نتاج أنديتنا وعملها ومنهجها فعندما لا نجد نجوما في المنتخبات أو لاعبين بمستويات متوسطة علينا أن نلوم الأندية التي فشلت في صناعة النجوم. الاتحاد القطري أو غيره من الاتحادات هو معني بتنظيم المسابقات وجدولتها والاهتمام بها وتطويرها ونشر اللعبة وتهيئة الأرضية المناسبة للتنافس بين الأندية وليس معنيا بصناعة اللاعب وتطوير مستواه واكتشاف المواهب ورعايتها داخل الأندية. لذا أرجو ألا نظلم الجهد الكبير الذي يقوم به الاتحاد القطري منذ سنوات طويلة والذي جعل قطر حاضنة للبطولات الكروية العالمية والقارية فكل البطولات استضافتها قطر وقدمت نموذجاً عالياً في التنظيم والإدارة واليوم الاتحاد القطري من أهم صناع القرار في القارة ومحور عمل في خارطة العالم الكروية ونجح في استضافة كأس العالم 2022م فكل هذه منجزات عجزت عنها الكثير من الاتحادات العربية والآسيوية أليست كل تلك إنجازات وضعت لقطر ولكرة القدم القطرية مكانة عالمية. اليوم علينا أن نقيم من خلال الواقع وليس من خلال الأهواء الكل يريد أن تتفوق المنتخبات القطرية وهذا حس وطني موجود في قلب كل قطري ولكن في ذات الوقت لا يمكن أن نحمل إتحاد القدم إخفاق المنتخبات فالأندية هي القاعدة والشريك الأساسي والمصنع الحقيقي للمنتخبات القطرية فعلينا اليوم أن نلوم تلك الأندية ولماذا لم تصنع للكرة القطرية نجوماً يقودون المنتخبات لمنصات التتويج وهذا هو نفس الحال الذي تعاني منه كرة القدم السعودية فالأندية لم تعد تصنع النجوم بل أصبحت تستوردهم من الخارج بمئات الملايين دون النظر في صناعة وتطوير وصقل اللاعب المحلي واكتشاف المواهب هنا وهناك هذه هي مشكلتنا الحقيقية التي ستكون محور نقاش للمقال التالي.