13 سبتمبر 2025

تسجيل

سلمى.. وبدايات الضوء

06 سبتمبر 2023

تتخطى سلمى العامري الوقت، وتنحاز للصبح، لعصافيره، فيروزه، اشراقاته، وتقترح هذا الشكل الكتابي البسيط، السهل، الصادق، الواضح، والمنحاز للقهوة، الراغب في التآلف مع المشاعر وشغف اكتشافها. ‏كتابة ما بين الشعر والنثر، ما بين معاتبة الحياة ومعانقتها، على حافة الشوق، وعلى أطراف الوداع. تقول: (المتسامحون كثيراً إذا رحلوا لن يعودوا) أشبه باعتراف مؤجل. كتاب يحمل عنوان: صباحات، صدر عن دار الشرق في 150 صفحة من القطع المتوسط، إهداء على طاولة الحنين، محملاً بمناديل الدفء وهي تكفكف دمع اللقاء الأول، الوداع الأول والهمسة الأولى ‏(إلى المجهولين في الحياة). ‏هكذا تفتتح سلمى غواية الكلمة، وابتهالات الظن، ‏كأنما تريد تجاوز كل الوجوه المألوفة، وترسم بالحروف وجوها جديدة، وتقترح شروقاً مختلفاً لصبح طازج. الكلمات الدافئة التي تقترحها: رعشات البرد، حضن الشتاء، قبلة المطر، وانهمارات الشعر بكل غواياته وانكساراته وهزائمه وغروره وعنفوانه. الإهداء: الى من لا يعرفني، ولم ألتق به يوماً إلى السراب البعيد إلى الحلم المبتور إلى من يقف معاتباً نفسه على حسن ظنه بالناس إلى الصباح الغائب ثم تطلق دهشتها عبر عبارة: صباح الخير ‏تحدد سلمى الوجهة تختار الصبح، بدايات الأشياء، الخطوة الأولى، نقطة الانطلاق، بشائر النهار. ‏ثم تذهب إلى أقصى القلب مثل طيف مباغت، وحلم مخاتل، وابتسامةً مترددة ولمسة يد خجولة. واصابع تقول للقلم: اكتبني.. فتكتب بكل تجرّد وكل صدق. من وصايا سلمى: تمسكوا بأحبابكم.. ‏لا تفتحوا لهم باب الرحيل. ‏وإذا رحلوا.. لا تقفوا بانتظار عودتهم. ‏فالنجوم إذا انتحرت لا تعود إلى سمائها مرة أخرى. هككذا تكتب إحساسها: شيء من واقع ملفوف بورق الأسى، ابتسامات مغلّفة بدمع دافئ. من أجواء الكتاب: في بداية فصل جديد تنفست الصبح، والشمس المشاكسة رسمت على وجهي حروف أحاديثها اليومية خلف الستائر، ولكنه هذه المرة كان يحمل مشاعر من حرب وحطام وانكسار وقلوب مثقوبة بالأسى والألم. لم أكن أدرك أن كل صباح يحمل خليطًا من الابتسامات والأحزان، وأن الخيبات والإخفاقات المتكررة مزجت معًا في هذا العالم. هنا وقف قلبي على ناصية الصباح ليسطر هذه المتناقضات، بداية كل إشراقة يوم جديد. هاتفت قلمي وعلى صفحة الأمنيات كتبت حروف الشوق مع رعشة البرد، كانت كل قطرة مطر تحكي عن حديث الغيم وعنفوان الصيف وخريف الذبول في كل صباح. مرت الأيام ومررت من هنا، وأقف الآن أمامكم في صباح جديد.. متمنية لكم. (ماذا يمكن أن تتمنى لكم سلمى)؟