11 سبتمبر 2025

تسجيل

‎هنـا ( محتـرم ) وهناك ( فاصـخ الحيـا ) !

06 سبتمبر 2021

جذبني عنوان خبر مثير تناوله موقع صحيفة الشرق القطرية الالكتروني والذي اتصفحه بشكل يومي في عددها الصادر يوم السبت الموافق 4 سبتمبر الجاري بعنوان (مشاهير سوشيال ميديا في قطر.. في تويتر محترم وفي سناب وتيك توك شيء آخر) وسعدت أن لدينا فعلا من يلتفت لمثل هذه الأمور التي قد يستصغرها البعض، ولا تراها الكثير من الصحف مثارا للإعجاب والنشر، رغم أنه يحمل في طياته قضية مهمة وبات تسليط الضوء عليها واجبا وضرورة مجتمعية في ظل الثورة المعلوماتية في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي باتت إلى جانب ما تتضمنه من غث وسمين وعميق وتافه مصدر رزق وفير فتح للملايين بيوتا وقصورا ومتعا من كثير متع الدنيا، ولكن فضلت الصحيفة أن تركز على الجانب الأخلاقي والاجتماعي الذي وصفته على لسان خبراء في الصحة النفسية والسيكولوجية أنه انفصام شخصي بحيث يمكن لصاحب حساب في تويتر معروف بالتزامه الديني والأخلاقي وبتضمينه تغريداته على ما يشمل مقتطفات من الآيات القرآنية وأحاديث من السنة النبوية وبعض العبارات من الحكم والفوائد والعبر أن يكون له حساب آخر على منصات اجتماعية أخرى مثل السناب والتيك توك ترى فيه ما تشيب له رأس الوليد الرضيع من ابتذال خلقي وإسفاف ديني وطعن بكل القيم والحكم التي أشبعنا بها على حسابه في تويتر، وكأن من يكتب هناك وقد غشته ظلال الإيمان والالتزام ليس بذلك الشخص الذي انتزعت منه كل موارد الفضيلة في مواقع أخرى بنفس الاسم والشخصية ولا يمكن في رأيي أن أعدها انفصاما في الشخصية بقدر ما هي حقيقة شخصية يعيشها مثل هؤلاء المشاهير الذين يرون الأمر طبيعيا لا سيما وأنهم يعتبرون أن لكل مقام مقالا ولكل موضع شخصية وتعاملا فالذي يكتب في تويتر وهي المنصة الأكثر جدية وطرحا للمواضيع والقضايا يؤمن بأن الشخصية الموازية لهذا هو أن يكون أقرب لصفة الملتزم دينيا وأخلاقيا وأكثر عمقا في طرح رأيه بكل موضوعية كما أن يكون حريصا على عدم مخالفة الجماعة في تبنيهم رأيا واحدا في المجتمع لكي لا يصبح منبوذا ومرفوضا من الغالبية العظمى من المتابعين لا سيما إذا مس الموضوع ظاهرة مجتمعية لقيت من أبناء المجتمع الواحد استنكارا ورفضا واعتبرها الأغلبية دخيلة على مجتمعهم الحافظ ولذا يركب هذا المشهور موجة هذه الأغلبية في التصرف بالشخصية المناسبة لأجواء (تويتر) العامة خصوصا وأن مجتمعنا محدود والجميع يعرف بعضه بعضا أما في باقي المنصات الاجتماعية مثل (السناب وتيك توك) فهذا المشهور يرى أنها وسائل لا تحتمل الجدية التي يكون عليها عادة تويتر ولذا تنطلق شخصيته الحقيقية التي لا تقبل التمثيل ولا التصنع ولا الخروج بعباءة الوقور الملتزم فتراه يقوم بما هو عليه فعلا باعتبار أن هذه هي الشخصية التي تمثله فعلا من باب (خفة الدم) التي يراها بينما نراها (ثقل طينة) وفي الموضعين هو يعلم جيدا بأن لكل منصة جمهورها المناسب فالذي يناقش في تويتر ويشارك الآخرين رأيه وأطروحاته لا يمكن أن يتحمله جمهور السناب الذي يمل من الطرح وعرض الآراء والقضايا للنقاش وعليه فإن كلمة (مهرج) هي يمكن من تناسب وضع البعض ممن يرى أن عرض يومياته السطحية وعمله في تغطية دعايات المطاعم وإعلانات المتاجر بأسلوبه الذي لا يمكن أن يخرج عن المبالغة التي تصل إلى حد التضليل والكذب أو الفكاهة التي تنحصر في ثقل الدم والظل معا وعليه يراه الكثيرون بأنه خارج شخصية تويتر تماما خصوصا عند بعض فئة الشباب والبنات ممن تلبس حساباتهم في تويتر العباءة المسدلة وتخلعها في السناب والتيك توك تحديدا بصورة مغايرة تهدم أجيالا صغيرة في عصرنا الحالي ولم تُربَ على ما تقوله حسابات مثقفة في تويتر ولكن على ما يبثه السناب من مشاهد حية ومباشرة تكون في أغلبها (فاصخة الحيا) للأسف !. [email protected] @ebtesam777