12 سبتمبر 2025

تسجيل

حجر الشاه

06 سبتمبر 2021

لم يعد هناك متسع في رأسي ليسقط عليه حجر جديد من لبنان، فقد تهشم الفص القَذالي المتخصص بمعالجة المثيرات المرئية -معنويًا-، إذ لم استوعب مشاهد "شد الشعر" والمشاجرات بين النساء في الشوارع بسبب جالون من البنزين، والقتل بالرصاص الحي للحصول على تنكة مازوت، وصور الهجرة الجماعية الأكبر من نوعها منذ الحرب الأهلية. لم يهضم الفص القذالي أيضًا مظاهر التقوى لـ"أصحاب اللحى" المحتكرين لأدوية السرطان والصرع، ناهيك عن دهشة الفص نفسه-المذكور أعلاه- من التصريحات التي تُهنئنا على "كسر الحصار الأمريكي" غير المرئي مع وصول باخرة الفيول الإيرانية إلى المرفأ الذي يضم بقايا أشلاء أكثر من 200 ضحية. تطور سياسي على هيئة باخرة، هدفه إيهام البيئة الحاضنة أن الانهيار الاقتصادي والفساد السياسي الداخلي سببه "الشيطان الأكبر". أحبائي الشيطان الأكبر لا يسكن في واشنطن، بل يختبأ في العقد الاجتماعي والفلسفة الأخلاقية والسياسية التي بُني على أنقاضها هذا النموذج المسخ، ومسقط رأسه لبنان الطائف، مواليد عام 1989. من لبنان الطائف إلى قطر التي استقبلت مؤخرًا وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز في زيارة رسمية إلى البلاد بعد جولة له في العراق، في مؤشر جيد على أن التعاون الأمني بين دول مجلس التعاون فيما يخص أمن هذه المنطقة هو أولوية، في منطقة تبدو أكثر هدوءًا بعهد الإدارة الأمريكية الجديدة. فالرئيس الأمريكي الحالي يولي الصراع مع الصين أولوية على النزاعات الإقليمية في منطقتنا، ويسعى إلى معالجة تداعيات الاحتلال الأمريكي للعراق، متفرغًا لحقبة جديدة يحتاج فيها إلى هدوء العرب للتركيز في أفغانستان. جارة إيران التي تكتنز في أرضها "حجر الشاه" أو ما يعرف بالفارسية بـ"البادزهر" وهو الترياق الطبيعي للسم ناهيك عن النحاس والذهب والنفط والغاز الطبيعي واليورانيوم وغيرها من المعادن النادرة والأحجار الكريمة. حيث تكمن الثروات تتأجج النزاعات، وهذا ما نستشفه من تصريح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي الذي رجح وقوع حرب أهلية شاملة في أفغانستان مع انسحاب قوات الناتو وعودة طالبان إلى الحكم وتوقعات بظهور "داعش" في ظل مساعي الصين للاستثمار في كابول، نأمل ممن يجد حجر الشاه أن يجعله سُمًا في قلب "الفتنة" لعن الله من أيقظها. لن يوقظك صوت "الخناقة" بين جيرانك المتزوجين حديثًا لا سيما إذا كنت في جمهورية مصر العربية. فقد أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إطلاق حكومته دراسة عن إنشاء وحدات سكنية مؤثثة للإيجار قائًلا: "عايزين نخلي الناس متتخانقش على المهر والعفش وتكون الشقة إيجار بفرشها"، تحية لكل رئيس يخاطب هموم شعبه ولم يقل لهم يومًا: "اللي مش عاجبه يهاجر"!. "سيدي الرئيس" أود الهجرة ولو إلى القطب الشمالي حيث يقطن "سنتا كلوز"، لطالما تساءلتُ من أين يأتي الأقزام المساعدون بالمال لصنع الهدايا واكتشفت مؤخرًا أن الدائرة القطبية الشمالية تحتوي في البر والبحر على أكثر من 90 مليار برميل من النفط وكميات ضخمة من الغاز الطبيعي. "سانتا كلوز" باع القضية، فقد باشرت روسيا استخراج النفط والغاز من القطب الشمالي، ضاع حلمنا.. فلا هجرة لنا ولا هدية. هدايا الله عز وجل ما زالت تُذهل العلماء الذين توصلوا مؤخرًا إلى حقيقة أن تطور جسم الإنسان لم يتوقف على الإطلاق، فقد اكتشف باحثون من جامعة أديلايد الاسترالية، أن نسبة نمو الشريان الأوسط في ساعد الإنسان تتغير ولا تتوقف عن النمو بين بين جيل وآخر. آخر الأحجار تلك التي وجدتها هذا الأسبوع في عقول الملهوفين للحصول على لقب "دكتور" من أجل التباهي بذلك اجتماعيًا. جميل أن يكون لديك هدف نيل درجة الدكتوراه، وأن تسعى إلى الارتقاء بمكانتك الاجتماعية، وربما تحسين شروطك الوظيفية. لكن هل تعلم عزيزي الدكتور أن "الدكترة" التي لم تستحقها بمجهودك هي من الذنوب المنسية، وإِن رفعتك درجة في مجتمعك الضيق الذي يُطبل لك بالكيكة والوردة.