23 سبتمبر 2025

تسجيل

سلوكيات وأفكار... مرفوضة

06 سبتمبر 2020

مَنْ المسؤول وليّ الأمر ودوره في التوجيه والمراقبة، أم المجتمع في المنع والاستنكار، أم الوسائل الإعلامية في التنبيه والوعي، أم المدارس وتهميش وضعف مناهجها الدينية المقوّمة للأخلاق والسلوك، أم الوزارات والمؤسسات المسؤولة عن إصدار القرارات المانعة والعقابية، أم الخطباء والدعاة ودورهم في ضخ الخطب بجرعات إيمانية مانعة ومحصنة؟، عوامل مشتركة لا يُستثنى دورها ومسؤوليتها في التأثير في ما نشاهده وما نسمعه من طلاسم ومصطلحات وأفكار وصور ومشاهد وإيحاءات، منها ما يتعلق بالسلوك، ومنها بالأخلاق ومنها بالعقائد ومنها بالروحانيات وغيرها من الأمور الغريبة الغربية والمستنكرة والمخالفة، التي تتسرب في المجتمع كالنار في الهشيم، لم تعهد من قبل. فالانفتاح على الآخر، وتغريب المدارس بأفكارها الغربية الممنهجة، والتكنولوجيا وما تحمله من دسائس تمس العقيدة والأخلاق، وانتشار دورات "الطاقة والروحانيات" الباهظة، ثم ضعف الرقابة المجتمعية المشتركة في التقنين والمنع وغيرها، في وجود فكر شبابيّ متحرّر يتقبل الآخر بمنظومته العقائدية والفكرية والثقافية تحت مسمى الحرية الشخصية دون موازنة في الموافقة والمعارضة بما يتفق مع القيم والفكر المجتمعي، كلها عوامل مساعدة ومبسطة في الانتشار. ولذلك يقع الاستنكار بوجود ما هو دخيل وغريب، خاصة فيما يتعلق بالعقيدة والأخلاق والسلوك، ظاهرة المثلية نموذج، التي ازداد انتشارها في أغلب المجتمعات العربية وبصورة علنية دون استحياء وضوابط، دون اعتبار لحرمتها باعتبارها مخالفة للطبيعة الإنسانية والعرف الديني، وكثر الحديث عنها بالاستنكار، وتغلغلت في الفكر الشبابي بالممارسة بنفي حرمتها خاصة بعد التأييد والدعم اللذين حظيت بهما من لجان الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، وتصدي المحاكم للقوانين التي تجرم المثلية الجنسية، وأصبحت جزءاً من المناهج الدراسية في المدارس الغربية، ففتحت الآفاق أمام سهولة ممارستها وانتشارها في مجتمعاتنا العربية دون التصدي وإيقاف وسائل ترويجها من خلال المسلسلات الكرتونية المدعمة لها، التي انتشرت عبر المنصات التواصلية بالاستنكار، والأفلام الأجنبية بفكرها وحوارها، وما تنقله من ممارسات علنية شاذة وساقطة، كما هي علامتها المنتشرة بألوانها في المحلات التجارية، دون التفكر في قوله تعالى: {أئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِن دون النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}، فاللوبي المثلي أو الشذوذ كما يقال أقوى لوبيّ في العالم اليوم حتى من اللوبي الصهيوني لفرضية وسعة انتشاره. …. ولأن النار من مستصغر الشرر، وكما يقال، "من أمن العقوبة أساء الأدب"، فإن إفرازات المجتمعات الغربية من مفاهيم وأفكار بدأت تأخذ موقعها في المجتمع، وتستهدف الفئة الشبابية التي هي المكوّن الرئيسي لعملية البناء والتنمية، ونحن في غفلة، أعتقد لم يغب ما نشرته إحدى الأمهات لتوعية وتنبيه أولياء الأمور بالطلاسم والشعارات والعبارات، والعقود والأساور "عين الماسونية"، وتعليق الأحجار والرسومات القمر والشمس والريش وغيرها، التي يجلبها الشباب من الجنسين في غرفهم، لإيمانهم بجلب الحرية والطاقة الإيجابية وطرد الطاقة السلبية وممارسة بعض السلوكيات الغربية في المظهر والتصرفات لبناتهم، وجميعها نتيجة الدورات التي تسمى بدورات الطاقة الإيجابية الداخلية والخارجية وما يدار في الغرف الإلكترونية المغلقة من حوارات وأفكار، مع جنسيات مختلفة الثقافة والفكر والعقيدة، في هشاشة عقلية ثقافية ودينية، تخترق ثقوب الفكر الشبابي وثقافته من خلال الانصياع وممارسة المنكرات، لاستهداف الأركان الأساسية لتماسك الأسرة المسلمة واختراقها، فأمريكا لم تتمكن من إسقاط الاتحاد السوفييتي عام 1989م إلا بعد أن نجحت في اختراق شباب هذا المجتمع اختراقاً ثقافياً واجتماعياً عبر الأفلام السينمائية والتليفزيون لتتمكن من التحكم والسيطرة عليه. لذلك رصد مثل هذه الظواهر المنكرة المخالفة للقيم والدين يتطلب إستراتيجية فاعلة للتصدي للأفكار والسلوكيات المتطرفة من خلال تفعيل دور المؤسسات الإعلامية والشبابية والمجتمعية والتعليمية باختلافها، ومراقبة المحلات المعينة على انتشار رموزها وطلاسمها الفكرية والعقائدية، كما هو دور الأسرة الأكبر في التوجيه والمراقبة والتوعية دون ترك الحبل على الغارب تحت مسمى الحرية الشخصية والانفتاح على الآخر. Wamda. Qatar @gmail. Com