17 سبتمبر 2025

تسجيل

صباح التفاؤل

06 سبتمبر 2015

أبدأ حروف هذا الأسبوع المشرق بإذن الله بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا). ومعنى الحديث أن من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملكها في الدنيا لم يرغب بشيء غيره، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكر الله على هذه النعم، بأن يصرفها في طاعة المنعم، لا في معصية، ولا يفتر عن ذكره. قال نفطويه وهو الإمام الحافظ النحوي: إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب فلا تغبطنّ المترَفين فإنه على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب صباحكم تفاؤل أعزائي القراء، صباحكم أمل بأن مازال أمامكم متسع من الوقت لنجعل من اليوم أفضل من الأمس، فلا نضيع فرصة، وأن نبادر، والأهم أن نثق بما منحه الله لنا من مواهب وقدرات ومنافع كثيرة، وإذا فشلنا في محطة من محطات الحياة لانيأس بل لابد من أن نتحلى بالشجاعة ونحاول مرة أخرى. صباحكم تفاؤل وأمل بأن القادم أفضل بإذن الله وبأن مانملكه من طاقات وإنْ تفاوتت خير، وبأن مامنحه الله لنا من خير كافٍ جداً لأن يمدنا بالحياة ويجعلنا أشخاصا مميزين في حياتنا، نعطي، نتشارك، نعمل بإخلاص فنبني ونعمر الأرض. صباحكم تفاؤل وهمة عالية وتوكل على الرحمن، ويقين بأن الرزق بيد الله وحده ألم تتأملوا ذلك العصفور الصغير الذي يغدو خماصاً ويعود بطاناً من رزقه سوى الرزاق في علاه، علينا بتأمل الحياة حولنا وتدبر معانيها والعمل والتفكر في كل تفاصيلها، فكل تلك المعاني مدعاة للتفاؤل والأمل والبدء من جديد وبروح متجددة... ودمتم سالمين.