27 أكتوبر 2025
تسجيلتحدد هذه الأيام موعد عقد المزاد العلني على أرقام السيارات المميزة الذي أعلنته إدارة المرور وذلك في إطار "حرص الإدارة" على تلبية رغبات الجمهور في اقتناء أرقام لوحات مميزة لسياراتهم ومركباتهم وتعتبرها "الادارة" فرصة للراغبين من شبابنا في اقتناء ارقام تحقق تطلعاتهم ورغباتهم وسط تنافس كبير من الجميع للحصول على اللوحة بمنتهى الشفافية. هذه هي النسخة الثالثة من المزاد الإلكتروني الذي حرصت ادارة المرور على تاخيره إلى ما بعد انتهاء العطلة الصيفية حتى يتسنى لأكبر عدد ممكن من عشاق اقتناء الأرقام المميزة المشاركة فيه، وسيتم خلاله، كما ذكرت الادارة، طرح مجموعة أكثر تميزًا من الأرقام التي تمّ طرحها خلال النسختين السابقتين من المزاد، وذكرت ايضا ان تنظيم المزاد سيكون عبر خدمة "مطراش2" باعتبارها الوسيلة الأكثر أمانًا، فضلاً عن أنها لا تستلزم أن يكون المشارك في المزاد موجودًا داخل البلاد. تضمنت شروط الاشتراك في المزاد دفع مبلغ تأمين قدره 20.000 ريال، على أن تبدأ المزايدة بمبلغ 100.000 ريال، وتتم عملية الدفع عن طريق شيك معتمد باسم إدارة الشؤون المالية بوزارة الداخلية أو عن طريق الدفع بالبطاقة الائتمانية، وقد بلغ أعلى سعر في مزاد النسخة الثانية 936 ألف ريال وكان من نصيب الرقم المميز 377773. وحسبما يؤكد الخبراء في هذا المجال فإن سعر الرقم الثلاثي غير متشابه الأعداد على سبيل المثال كان منذ نحو عامين أو ثلاثة يدور حول 160 و180 ألف ريال، وقد أصبح في الوقت الحالي يحلق حول مليون ريال، ولو كان به عددان متشابهان فإن سعره يقفز إلى 2 مليون ريال تصرفات غاية في الغرابة ومبالغ يقف المرء أمامها حائراً مندهشاً، ملايين تنفق من أجل رقم سيارة مميز يكون بمثابة الكارت الرابح خلال مسلسل التفاخر اليومي، شراء الأرقام المميزة التي وصلت أسعارها إلى أرقام فلكية اصبح ظاهرة لها سوق كبير يعمل به سماسرة محترفون ومختصون، وذوو علاقات يستطيعون من خلالها تسويق تلك الأرقام بمبالغ كبيرة والحصول على عمولات مجزية، وهناك مواقع على الإنترنت متخصصة بالترويج للأرقام المميزة، والإعلان عنها في الصحف. الترف غاية لا توصف والوجاهة المزعومة لا نهاية لها، بعد ان تحولت هذه المزادات على الارقام المميزة من هواية إلى تجارة تفوق في معدل ربحيتها الاستثمار في المجال العقاري بدرجة كبيرة، فالأرقام المميزة المقفلة أو المتشابهة أو الثلاثية أو الرباعية بمثابة طموح لدى مجانين وعشاق تلك الأرقام، بينما هي في الحقيقة جريمة تبذير مع سبق الإصرار والترصد. ان دفع الأموال الطائلة في تلك الأرقام هو تبذير ونسيان للنعمة، يجب ان نتقي الله في انفسنا فما يدور حولنا من مشاهد مخيفة يجعلنا نتعظ، فكل يوم يمر علينا شريط واقعي لأسر مشردة تعاني الجوع والمرض هي أولى وأحق بتلك الأموال. تجارة الأرقام تبذير وإسراف، قال تعالى في سورة الاسراء (ولا تبذر تبذيرا . إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين) فالمسرفون هم أصحاب النار، فحذار من إهدار النعم والعبث بها وإلا زالت والعياذ بالله؛ وسلامتكم.