18 سبتمبر 2025

تسجيل

لبنان المنكوب

06 أغسطس 2020

أبكيتمونا يا لبنانيون نزفتم أنتم وتوجعنا نحن تفجر مرفأ بيروت فتفجرت قلوبنا قبل أن تحصوا عدد قتلاكم وأثر خسارتكم. اجتمع بالأمس العالم على أن البكاء في حضرة لبنان هو مشروع حلال. لم لا يزال هذا البلد يتألم؟! لم لا يزال يتوجع؟! لم لا يبتسم؟! لم يخرج من جلباب الحرب في الماضي فيدخل في خيمة الأزمات في الوقت الحاضر ليلج بكل اندفاع في هوة مستقبل مظلم لا يبشر بالجديد؟! لم يجب على لبنان أن يبكي وهو الأحق بأن يضحك ويبتسم ويبني شعبا وأرضا ودولة ومؤسسات ويكون في مقدمة الدول العربية التي تنعم بالأمن والسلام والراحة والطمأنينة؟! ولم يجب أن تتوالى الحكومات على هذه الدولة وترفض أي حكومة منها أن تعمل لأجل الأرض والشعب؟! أسئلة كثيرة توالت فور الحادث المدمر الذي ألم بمرفأ بيروت بعد انفجار مخزن رقم 12 كان يحتوي على كميات كبيرة من نترات الألومنيوم الراكدة والتي يبدو أنها تعرضت لما يمكن تسميته بالتخزين السيئ الذي أودى إلى مثل هذه الفاجعة التي نتج عنها قتل ما يزيد على 100 قتيل وجرح ما يزيد على 4000 شخص وفقدان المئات لا يزالون تحت الأنقاض واعتبار عاصمة لبنان مدينة منكوبة حزينة بعد أن تناولت وسائل الإعلام اللبنانية رسالة تعود لمدير عام هيئة الجمارك بدري الظاهر كان قد أرسلها عام 2017 لقاضي الأمور المستعجلة يسأله فيها عن مصير هذه المفرقعات الخطيرة في المخزن الكامن في أحد جوانب مرفأ بيروت والتي تمت مصادرتها عام 2014 حتى وصل الإهمال في عدم الاستجابة وعدم المتابعة إلى حدوث هذه الكارثة في الرابع من أغسطس عام 2020 لتنتج كل هذه الخسائر التي جعلت العالم بأسره يتضامن مع لبنان كعادة هذا البلد المنكوب الذي يجمع محبيه حوله لكنه يبدو غير قادر على زرع هذه المحبة على أرضه وزرع ذلك الإخلاص في حكوماته المتتالية التي يمكن أن يتناحر أفرادها على المصالح والكراسي والفوائد لكن لا يمكن لأكثرهم أن يفكر بهذا البلد ولا بالشعب ولا بأزماته ومشاكله وكمية الانهيار الاقتصادي الذي يقض مضاجع شعبه ولذا لا أعجب إن كان رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون قد وجه في بداية قوله بعد هذه الكارثة حديثه لأفراد حكومته أن يتجنبوا المهاترات وتوجيه الاتهامات العشوائية والتركيز على الحدث الجلل الذي جعل من بيروت عاصمة منكوبة حزينة ودامية. بالأمس وكعادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله في استباق الخير والنجدة والفزعة لأشقائه العرب كانت الطائرات القطرية أول من وصلت إلى وسط مطار العاصمة محملة بكافة الإسعافات والمستشفيات الميدانية للمساعدة في إنقاذ الجرحى والتخفيف من آثار هذه الكارثة الإنسانية التي لحقت بهذا البلد الشقيق الذي حتما سينهض بإذن الله لأن لبنان عادة ما تصيبه المشاكل فرادى لكن التضامن حوله يتشكل على هيئة جيوش ستهب لمساعدته وإخراجه من هذا المصاب الذي لم يبك اللبنانيين فقط وإنما أبكى العالم عليهم ولعل الحكم على مسببات هذا الانفجار يبدو مبكراً، لكن صدقوني فإن لبنان لم يشف حتى يطيب ولم تلتأم جروحه لكي يفرح بالعلاج يوما لذا يجب اليوم محاسبة الجميع صغيراً كان أم كبيراً وانتزاع الألم من قلب كل لبناني ولبنانية لديه إيمان بوطنه لكنه يفتقر للإيمان بمن يحكمون هذا الوطن فهل يكون انفجار مرفأ بيروت السبب الذي سيجر وراءه محاسبة الجميع بتهمة خيانة الوطن؟. @[email protected] @ebtesam777