23 سبتمبر 2025

تسجيل

الحقيقة لا تتوارى خلف جبال الخداع

06 أغسطس 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اليوم مرّ على حصار قطر63 يوما، يوم جارح ومؤلم لن ينساه القطريون ، وسيكون ذكرى قاسية للأجيال التي استشعرت مرارة الحصار، فالصدمة بدايتها قوية ودامية، ولكن مع الامتداد الزمني تآلف المجتمع القطري فرضية طوَّق الحصار ،كما يتآلف المريض مع مرضه بعد الصدمة الأولى، فالأجواء القطرية الداخلية لم يترك فيها فجوة تُشعره بقيد الحصار ،بفضل جهود أميرنا تميم المجد حفظه الله والحكومة الرشيدة والوزراء، وبالأخص فارس الدبلوماسية القطرية سعادة وزير الخارجية الذي تجاوز بحنكته الإرهاصات السياسية التي صنعتها يد الغدر حقدًا وحسداً كما استطاع بفكره المتزن الرد على الادعاءات الكاذبة التي اتهمت بها دولة قطر، وجال بين الدول الكبرى لدحضها والتي بنيت على أكاذيب تناولتها القنوات الإعلامية التابعة لها ، نسجت خيوطها في عتمة الليل وزجت في جرمها مصر بقنواتها المضللة الفاضحة بالرغم من البعد الجغرافي، لتوسيع دائرة الخلاف لاستقطاب الدول العربية. في التكاتف معها وتأييد الحصار لتتحول من الصبغة الخليجية إلى الصبغة العربية ، وجميعها باءت بجر أذناب الفشل والخيبة . إلاّ أن الهجمة الإعلامية الممنهجة والشرسة التي اشتعلت مع بداية الحصار كانت هي الأسوأ في التاريخ الإعلامي في دول الخليج فقدت المهنية الأخلاقية ، والإعلامي المتحدث الصادق برسالته، والفكر المتزن في الحوار والمصداقية في نقل الحدث، لتنقل لنا فكرًا ضحلاً وهشّا ،. وأحداثا باطلة، وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، وحوارات مهزوزة هشة في ثقافتها وعباراتها، تلوث الأذن وتشوش الفكر، وتوّلد الحقد والكره للآخر، تتماشى. مع فكر وسياسة حكومات وأنظمة دول الحصار ونواياهم الخبيثة المبيتة ، لدولة قطر والتي أفصح عنها إعلامهم الأشرّ الذي نزع عنه عباءة التحفظ فإذا به ينتهج بين يوم وليلة نهج الصحف الصفراء في فجورها ضد قطر بشكل لم نعهده حتى مع إيران رغم التراكمات العدائية. بين إيران وبعض دول الحصار، فأين الإعلام السعودي حين تم إحراق السفارة السعودية في إيران فلماذا التزمت قنواته الصمت كأن على رأسها الطير، وأين رد الفعل الإعلامي السعودي على ما قامت به إيران من حملات إعلامية على حادثة منى الشهيرة في موسم الحج عام 2015م، وأين موقف الإعلام الإماراتي من احتلال الجزر من قبل إيران، فلَم نر أيّ هجمات واحتجاجات وفبركات إعلامية، كما يحدث الآن في هجومها على دولة قطر ،بصورة شنيعة ومنفرة، مما يذكرنا بالإعلام المصري وكأنه اقتبس منهجيته منه، ويعيدنا إلى قانون حمورابي في مناصرة الجناة وإدانة الأبرياء، وتلك سياسة تتبعها دول الحصار لتعبئة عقول شعوبها بما يسيء لقطر وجلبها وإشغالها عن مشاكلها الداخلية التي تنخر نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وإبعادهم عن التدخل في سياسة السلطة. هذا هو الإعلام الذي يخدم السلطة وأجندتها السياسية هو أقرب للدعاية منه إلى الإعلام، قطر لم تقم بعمليات إرهابية أو تهجمية أو كيدية ولَم تداهم ولَم تفترِ ولم تغدر وتكيد، لكن صبغة الإرهاب في إعلامها المضّلل اتخذت الصدارة في برامجها الإخبارية والحوارية وعلى صحفها الخاصة عن دولة قطر وحصارها وأصبحت الصحف تتلقى الأوامر والتوجيهات في تأليف الأخبار وتحديد ما يكتب ضد قطر، حتى غدت كأنها منشورات ، فهذه " صحيفة الفايننشال تايمز " تكشف بأن دول الحصار "عسكرت " فضائياتها ضد قطر ويقول أحد صحفيي دول الحصار فيها تلقينا أوامر بتأليف قصص ضد قطر وحصارها ، فلماذا اللجوء إلى المهاترات الإعلامية والفبركات الإعلامية والأباطيل الإعلامية والكذب الإعلامي، ضد قطر ألم يدركوا قوله تعالى : (سبحانك هذا بهتان عظيم) "قناة العربية ،"وسكاي الإخبارية"، "وسي إن بي سي العربية "وقناة البحرين؛ صنعوا من قطر دولة إرهابية وتدعم الإرهاب، واليوم المنطقة الخليجية تمر بتحديات ونزاعات إقليمية أحوج إلى إعلام متزن يوحد الفرقة، ويرسم طريق الأمان ، إعلام صادق ونزيه في رسالته، ليكون للأجيال القادمة مرجعا بناء في أخلاقها وسلوكها وتعاملها مع أوطانها، ليس إعلاما يتخذ طريق الفتنة، وتعزيز ثقافة الكراهية، وصناعة الإرهاب رسالته وديدنه، تعلمنا من ديننا المجادلة والنقاش واحترام الرأي الآخر والصدق في القول قال تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) فأين. ذلك من منهج قنوات. دول الحصار، وكيف ستواجه دول الحصار شعوبها بعد كشف ألاعيب الكذب وقلب الحقائق الذي مارسته خلال قنواتها الإعلامية ضد قطر لتفنيد أهدافها وتعزيز مصداقيتها . وعلى الجانب الآخر للحصار اشتعلت وسائط التواصل الاجتماعي، لتعيش المجتمعات الخليجية حربا نفسية ضروسا، وحربا إعلامية مضلّلة، وبدأ المغردون والنشطاء باختلاف الفكر الثقافة والخلق في التراشق وشن الهجوم ونشر الشائعات المضللة لتضليل الرأي العام وتسريب المعلومات المغالطة والتعرض لشخصيات سياسية والتشنيع بها وبأخلاقها ، وتجريحها بعبارات سوقية هزلية وألفاظ ما أنزل الله بها من سلطان لا تليق بديننا ولا بأخلاقياتنا وقيمنا مما أحدث شرخا في العلاقات، واستهتارا بالقيم التي. كنّا كمجتمعات خليجية نحرص على تعزيزها في علاقاتنا كأسرة واحدة، وفِي بيت خليجي واحد، مدعم بالحب والاحترام والتآزر والمواصلة، اليوم ما الذي يحدث ،!! ولمصلحة من يحدث !!صراعاتنا الداخلية مع بَعضنَا وضد بَعضنَا أنستنا. ما يخطط وما يكال لنا في الخارج من أهداف صهيونية أمريكية لتقسيمنا وإضعاف قوتنا وسلب مقدراتنا المالية، مئات المليارات التي شفطها ترامب الرئيس الأمريكي في قمة الرياض قبل الحصار أين هي ! وأين هو الآن من الأزمة الخليجية !! ابتسم وضحكنا له ورقصنا معه ، وما وراء الابتسامة مخطط كبير وغباء عربيّ - مع الأسف - لم نتعلم، ولَم يستفد حكامنا من الصفعة الأمريكية الصهيونية التي صفعت بها العراق وسوريا ، اليوم "ترامب" يصفق لنجاحه في زرع بذور العداوة والتقارع والتفرق بين دولنا الخليجية مقابل المليارات التي ملأ بها جيبه، اليوم الوسائط المجتمعية تعج بألفاظ وعبارات تدعو إلى الكره والحقد وعدم تقبل الآخر، لتستكمل الخطة الترامبية ولا يهمها إلا نشر غسيل الدولة المضادة لتقليب الرأي العام . ... اليوم 63 من الحصار ، لا جديد في الأفق يبشر ببادرة خير لوضع النقاط على الحروف، اجتماعات دول الحصار لوزراء خارجيتها فقاعات هواء ناقشت مطالب انتهت صلاحيتها وحسم أمرها مع بداية الحصار.. ، إعلام مضلّل وباطل هوى برسالته المهنية في الدرك الأسفل لتغليب المصلحة الخاصة واستنزاف للفكر الإنساني .. عبث في الكلمات والصور والتركيبات والدبلجة والعبارات الدنيئة تتصدر آليات التواصل الاجتماعي وتغريدات وهاشتاقات متلاحقة ، وكأننا في سباق ماراثوني من ينتصر بجمهور أكثر .. وأوقات ضائعة مهدرة من حياة الإنسان ويومه تحسب من عمره الزمني، ومن المنظور الديني استهلكتها الصحف والقنوات والوسائط نبحث من خلالها عن إشراقة شمس جديد، يشعل طريق الأمل ليعود لخليجنا الأمان والاستقرار والحب تحت مظلة واحدة كما كان عهده سابقا . بعد أن يظهر الحق، وينكشف الباطل ويتعرى أصحابه، ويعاقب الجناة على جريمة الحصار وسيأتي اليوم الذي ستشرق شمس النصر على قطر وتنتصر على الحصار الغاشم وعلى من نصبوه بإذن الله وسيعلم الظالمون أي منقلب. ينقلبون فالشمس لا يحجبها غربال .