27 أكتوبر 2025

تسجيل

قطر.. ملتقى صنّاع القرار الدولي

06 أغسطس 2015

نحن كمواطنين قطريين يسعدنا أن نجد بلادنا وقد تبوأت مكانتها على الساحة الدولية لتكون لاعباً رئيساً في صياغة القرارات ذات البعد الدولي والمصيري، وليس غريبا ان تنعت بلادنا بانها "ملتقى صناع القرار الدولي" اشارة الى ذلك الاجتماع التاريخي الذي احتضنته الدوحة خلال اليومين الماضيين وجمعت فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزيري خارجية امريكا وروسيا، مما جعل انظار العالم جميعها تتجه إلى نتائج هذا الاجتماع، علما ان كل دول العالم تعرف بشفافية تامة بانه مخصص بالأساس للبحث عن المخاوف الخليجية من الاتفاق النووي الإيراني. سعادة وزير الخارجية القطري كان نجم اللقاء الخليجي الامريكي بالتحديد، وبتحركاته المحسوبة اكد أهمية موقع الدبلوماسية القطرية التي أصبحت بموجبه محطّ أنظار العالم أجمع، وبدت الدوحة بجدارة عاصمة إقليميّة للمؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تناقش مختلف القضايا التي تهمّ العالم، وادار سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية بحنكة دبلوماسية الاجتماعات واللقاءات الثنائيّة التي عقدت على هامش الاجتماع الرئيسي، بما في ذلك الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة 5+1 مع إيران والموقف الخليجيّ منه. ومن هذا المنطلق اكتسب اجتماع الدوحة أهمية قصوي كونه الأول له مع صناع القرار في المؤسسة السياسية الخليجية بعد الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى، لبحث تداعيات هذا الاتفاق على مستقبل المنطقة، قتداعيات تلك المواقف المتحركة في المنطقة تفرض وجود تفسير لما يحدث في ظل تخوفات وتحفظات واضحة من دولنا تجاه المواقف الإيرانية، والخشية من أنْ تستغل إيران هذا الاتفاق وتطلق يدها للتدخل في شئوننا الداخلية. اجتماع الدوحة منعطف تاريخي ولقاءات السياسيين الخليجيين بوزير خارجية امريكا هنا، كانت فرصة متاحة عن قرب لبحث التقدم المحرز ورسم الخطوات القادمة بشأن الشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة، ومجالات التعاون بين الجانبين التي أعلن عنها في كامب ديفيد في 14 مايو الماضي.. بالاضافة الى كونه فرصة للاستماع من كيري حول الاتفاق ومضامينه ومدى التزام طهران بآلية المراقبة الدولية لمنشآتها النووية. بلا شك ان دولنا الخليجية المسالمة على الدوام تنظر الى المشروع الايراني وبالاتفاق النووي نظرة ريبة وشك، واثار مخاوف من أن رفع العقوبات عن إيران قد يسمح لطهران بتوسيع نفوذها وهو ما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتخشى دول المنطقة حقا من أن إيران ستستخدم تدفق الأموال إليها لزيادة دعمها للمجموعات المسلحة التي تدعمها، وفي هذا الصدد قدم وزير الخارجية مؤخرا تطمينات حظيت بارتياح الوزراء الخليجيين، وبددت مخاوفهم تجاه الاتفاق النووي الايراني الامريكي. تطمينات الوزير الامريكي لوزراء خارجية دول الخليج حظيت بتجاوب خليجي، ومن ضمن ما تعهد به تقديم دولته الحماية الكاملة من اي تهديدات ايرانية محتملة في المستقبل تؤثر على امن الدول الخليجية واستقرارها، وايضا بلاغ كيري للوزراء الخليجيين، وفق تسريبات صحفية، بنجاح الولايات المتحدة في تطوير نظام صاروخي قادر على ضرب المفاعل النووي الايراني والعودة لفرض العقوبات الاقتصادية على ايران في حالة ارتكابها أي مخالفة حتى لو كانت صغيرة للاتفاق النووي. دولنا الخليجية تساير الواقع بما يدعم امنها القومي دون تفريط بالرابط الاساسي الذي ينتهج مبدأ الاستقرار، ومؤتمر الدوحة اكد على هذا الجانب، لأننا جميعا نرفض جر دولنا لأزمات دخيلة، سواء من الاقرباء او من قبل الغرباء.. وسلامتكم.