18 سبتمبر 2025

تسجيل

نجاسة المشركين معنوية والنبي صلى الله عليه وسلم أكل من طعامهم وفي أوانيهم

06 أغسطس 2013

◄ ما المقصود بنجاسة المشركين فى قوله تعالى (إنما المشركون نجس) ؟► الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعدفى قوله تعالى (إنما المشركون نجس) لَيْسَ الْمُرَادُ نَجَاسَةَ الْأَعْيَانِ وَالْأَبَدَانِ بَلْ نَجَاسَةُ الْمَعْنَى وَالِاعْتِقَادِ.إذًا هي نجاسة معنوية، من جهة اعتقادهم الباطل، وعدم تحرزهم من الأقذار والنجاسات، لا أن أعيانهم وأبدانهم نجسة، وقد كانوا يخالطون المسلمين، وترد رسلهم ووفودهم على النبي صلى الله عليه وسلم ويدخلون مسجده، ولم يأمر بغسل شيء مما أصابته أبدانهم.قال ابن كثير — رحمه الله — في تفسيره ": وأما نجاسة بدنه؛ فالجمهور على أنَّه ليس البدن والذات؛ لأنَّ الله تعالى أحل طعام أهل الكتاب... ".وقال ابن الجوزي في كتابه "زاد المسير في علم التفسير: أنَّه لمّا كان علينا اجتنابهم كما تُجتَنَب الأنجاس؛ صاروا بحُكم الاجتناب كالأنجاس، وهذا قول الأكثرين، وهو صحيح".وقال بعض المفسرين النجس الشيء القذر من الناس وغيرهم، وقيل النجس الشيء الخبيث، والمراد أيضًا من هذه النجاسة نجاسة الحكم لا نجاسة العين سمواً نجساً على سبيل الذم لأن الفقهاء اتفقوا على طهارة أبدانهم.◄  هناك من يقول بأن نجاسة المشركين نجاسة أعيان وأبدان لا نجاسة معان واعتقاد؟► الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعدمن قال بأن نجاسة غير المسلمين نجاسة العين والبدن يستدل ما رُوى عن ابن عباس — رضي الله عنهما — أن أعيانهم — أي غير المسلمين — نجسة كنجاسة الكلاب والخنازير، وبه قال الحسن بن صالح والهادي من أئمة الزيدية حتى قالوا بالوضوء من مصافحة المشرك.. ومال الفخر الرازي إلى هذا القول قال وهو الذي يقتضيه ظاهر الآية وهو الذي لا يُعدل عنه إلا بدليل منفصل.. ويشهد لما قال ابن عباس ومن تبعه ما أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صافح مشركاً فليتوضأ أو ليغسل كفيه )[ وأيضاً أخرج ابن مردويه عن هشام ابن عروة عن أبيه عن جده قال (استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فناوله يده فأبى أن يتناولها فقال يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدي؟ فقال إنك أخذت بيد يهودي، فكرهت أن تمس يدي يداً قد مستها يد كافر فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ فناوله يده فتناولها) قال بعض العلماء: وعلى هذا القول لا يحل الشرب من أوانيهم ولا مواكلتهم ولا لبس ثيابهم.لكن القول بأن نجاسة غير المسلمين نجاسة العين والبدن مردود لضعف حديث: (من صافح مشركاً فليتوضأ أو ليغسل كفيه) " وحديث (استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فناوله يده فأبى أن يتناولها فقال يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدي؟ فقال إنك أخذت بيد يهودي، فكرهت أن تمس يدي يداً قد مستها يد كافر فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ فناوله يده فتناولها) فالأصح أن نجاستهم نجاسة المعنى والاعتقاد لا نجاسة الأعيان والأبدان وذلك نظرا لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من طعامهم وفى أوانيهم.. وكذلك السلف الصالح.. وأيضاً المنع من ذلك يؤدي إلى حرج عظيم لكثرة اختلاط المسلمين بهم في مجاورتهم ومعاملتهم، وهو مدفوع بالنص (ما جعل عليكم في الدين من حرج) وقال العلامة النسفي: (إنما المشركون نجس) لأن معهم الشرك الذي هو بمنزلة النجس ولأنهم لا يتطهرون ولا يغتسلون ولا يجتنبون النجاسات، فهي ملابسة لهم، أو جعلوا كأنهم النجاسة بعينها مبالغة في وصفهم بها"[229]، وعلى كل حال فالمراد بالمشركين جميع أصناف الكفار من عبدة الأصنام وغيرههم من اليهود والنصارى وقيل المراد بهم عبدة الأصنام فقط. نسأل الله تعالى الهداية لنا ولسائر الأمة المحمدية ذكورها وإناثها والتوفيق للعمل على ما يحبه ويرضاه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا والصلاة والسلام على سيدنا محمد ومن والاه.هذا وبالله التوفيق ومنه وحده العصمة من الزلل والخطأ والخلل فى القول والعملوَقد أَكَلَ صلى الله عليه وسلم مِنْ الشَّاةِ الَّتِي أَهْدَتْهَا لَهُ يَهُودِيَّةٌ مِنْ خَيْبَرَ كما فى الصحيح: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا فَقِيلَ: أَلاَ نَقْتُلُهَا، قَالَ: «لاَ»، فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ — صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ — ووجه الدلالة فى الحديث الشريف عدم توقيه — صلوات الله وسلامه عليه — الأكل من طعام أهل الكتاب أو فى أوانيهم، مما يدل على أن نجاستهم نَجَاسَةُ الْمَعْنَى وَالِاعْتِقَادِ لا نَجَاسَةَ الْأَعْيَانِ وَالْأَبَدَانِ ؛ وإلا لما أكل لما صافحهم ولما جلس على موائهم وتناول من طعامهم.وَأَكَلَ — صلوات الله وسلامه عليه — مِنْ الْجُبْنِ الْمَجْلُوبِ مِنْ بِلَادِ النَّصَارَى كَمَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجُبْنَةٍ فِي تَبُوكَ فَدَعَا بِسِكِّينٍ فَسَمَّى وَقَطَعَ»[وعَنْ عُمَرَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ: «كُلُوا مِنَ الْجُبْنِ مَا صَنَعَ الْمُسْلِمُونَ وَأَهْلُ الْكِتَابِ».وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ يَلْبَسُونَ وَيَسْتَعْمِلُونَ مَا يُجْلَبُ إِلَيْهِمْ مِمَّا يَنْسِجُهُ الْكَفَّارُ بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الثِّيَابِ وَالْأَوَانِي، وَكَانُوا فِي الْمَغَازِي يَقْتَسِمُونَ مَا وَقَعَ لَهُمْ مِنَ الْأَوْعِيَةِ، وَالثِّيَابِ وَيَسْتَعْمِلُونَهَا، وَصَحَّ عَنْهُمْ أَنَّهُمُ اسْتَعْمَلُوا الْمَاءَ مِنْ مَزَادَةِ مُشْرِكَةٍ كما مر معنا هنا نسأل الله تعالى الهداية لنا ولسائر الأمة المحمدية ذكورها وإناثها والتوفيق للعمل على ما يحبه ويرضاه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا والصلاة والسلام على سيدنا محمد ومن والاه.هذا وبالله التوفيق ومنه وحده العصمة من الزلل والخطأ والخلل فى القول والعمل.والله أعلم". ◄  سرق ليحج◄  رجل كون له مبلغاً من النقود بطريق السرقة من الناس ثم اشترى به (بعيراً) حج عليه بيت الله الحرام بعد أن تاب توبةً نصوحا فهل يقبل حجه أو لا؟►  الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد فيشترط فى نفقة الحج ليكون مقبولا عند الله تعالى ان يكون حلالا، ؛ فلا يُرد على صاحبه أن تكون النفقة من مصدر أو كسب حلال لما ورد فى الصحيح عَنْ أبي هُرَيرة — رضي الله عنه — قال: قال رسولُ الله — صلى الله عليه وسلم —: ((إنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلاَّ طيِّباً..."[237] وكان الفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ خَالِصًا، وَلَا يَقْبَلُهُ إِذَا كَانَ خَالِصًا لَهُ إِلَّا عَلَى السُّنَّةِ "[238]، ومن أعظم ما يجب على الحاج اتقاؤه من الحرام وأن يطيب نفقته في الحج وأن لا يجعلها من كسب حرام، وإلا فالحج بمال حرام غير مقبول ولا يترتب عليه ثواب بل هو مردود على صاحبه، للحديث الصحيح عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ»[240] ففى الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ حَاجًّا بِنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَلَالٌ، وَرَاحِلَتُكَ حَلَالٌ، وَحَجُّكُ مَبْرُورٌ غَيْرُ مَأْزُورٍ، وَإِذَا خَرَجَ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَرَامٌ وَنَفَقَتُكَ حَرَامٌ، وَحَجُّكَ غَيْرُ مَبْرُورٍ» وهذا الحديث الشريف — وإن ضعف سنده إلا أن معناه صحيح تشهد له نصوص كثيرة فى الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة الصحيحة.