14 سبتمبر 2025
تسجيل* لا تمنع الظروف، ولا مشاغل الحياة، ولا تمنع المسافات ولا فرق التوقيت والساعات، وغيرها من ظروف.. لا تمنع التواصل والسؤال ولا تمنع الشوق والاهتمام.. يتعلل كثير من الناس بانشغالهم، وضيق الوقت، وزحمة جدول أعمالهم وغيرها من أعذار ومبررات لا مبرر لها!. * «العمر ينتهي والشغل لا ينتهي» المهام الوظيفية والانشغالات لا تنتهي، لابد أن تنجز وتتم وتكون في الوقت المطلوب لإنجازها وتقديمها بوجود الإنسان أو غيابه، لكن يبقى لروح الإنسان وشخصيته وحضوره وحواره وقربه وتواصله الإنساني الأهم.. وهو ما يبقى معه ويرافقه، وما يترك فراغا وشوقا لشخصه في غيابه.. * يحدد كثير من الناس مسافة اقترابهم وعلاقاتهم أو ابتعادهم أو تركها دون مسافات.. حسب المصالح التي تفرضها شكل العلاقة وحجم منافعها، فكلما كانت المصالح مهمة وأساسية كان التواصل والاقتراب والتواجد، ورافقتها المجاملات والكلام المنمق وغيرها من مجاملات تصل لمستوى النفاق متى كان الغلو والمبالغة فيها بشكل واضح! * هناك من يكون محبا وصادقا ووفيا للغير وللإنسان وشخصه بما وجد من ألفة روح وراحة وقدرة على مخاطبة الروح وما وراء الملامح.. دون أي منفعة أو غايات، فهناك يظهر الاهتمام لغيره من بني آدم لما له من كيان وسمات وشخصية وصدق حضور..مثل هؤلاء من يستحق الانتباه والاهتمام والسؤال والوقوف إنصاتا لهم ولحديثهم والإحساس الصادق لصمتهم.. * أصعب العلاقات تلك التي تضع حدودا ومسافات وعوائق وحواجز تمنع الاقتراب وتمنع الإحساس من أن يكون وينبض ويصل.. ! تمنع نوافذ أرواحها من أن تستقبل نور الشمس ودفأه، تمنع نور المشاعر من أن تنير قلوبها وأرواحها..تمنع صدق الحوار أن ينطلق ويكون. * خلقنا الله سبحانه وتعالى أرواحا تألف وتتفق وتأنس بغيرها، يصعب لها أن تكون وحيدة وبعيدة، أو تكون حبيسة الروح من أن تكون مطلقة المشاعر، خلقنا الله أرواحا ومجتمعات إنسانية نعمر الكون بوجودنا وأرواحنا وعطائنا.. وخلق الأرواح لتتفق وتترابط بأشكال العلاقات الإنسانية.. برباط الصدق والشفافية الإنسانية الراقية دون مصالح ومنافع ومظاهر نفاق ! * آخر جرة قلم: نعيش في زمن الماديات تطغى على كل شيء فيه.. فلا مكان للمشاعر والأحاسيس وعمق معانيها بين البشر!! قد نتصور وجود المشاعر.. ونفرح.. ونكتشف أنها لم تكن إلا جسرا أو سلما لهدف مادي! أن تتحلى بخلق الوفاء في زمن ناسه لا يدركون معنى الوفاء للأشخاص والأماكن والأشياء.. يعني إنك إنسان يندر وجوده.. فقد قيل من المستحيلات..»الخّل الوفي».. لنتمسك بكل من لمسنا بهم الوفاء والحب والإنسانية.. فهؤلاء يمتلكون الإنسانية بأسمى معانيها، إنسانية تتحرك وتكون دون مصالح وغايات ودون خطط وبرامج تخدمهم،وإنما كانوا معنا تقديرا لذواتنا وحبا لأرواحنا ووجودنا..لا لغايات زائلة وزائفة!