15 سبتمبر 2025

تسجيل

تركيا حليفنا الصادق

06 يوليو 2020

لم اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي منذ الدقائق الأولى لإعلان زيارة فخامة الزعيم التركي رجب طيب أردوغان لشقيقه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في أول زيارة له في ظل جائحة كورونا العالمية؟. أين كان سبب وهج وانتشار الشرارة التي انطلقت بين صفوف الذباب السعودي المستعر، هل كانت في قطر بلد الاستضافة التي تسبب حتى هذه اللحظة مغصا سياسيا ودوارا اقتصاديا للسعودية أم في شخصية الضيف وما يسببه أيضا من أرق وقلق للمملكة، لا سيما بعد تعالي أخبار محاكمة قتلة الإعلامي الراحل المقتول غدرا جمال خاشقجي رحمه الله في محكمة القضاء التركي علانية؟. أم أن السبب كله هو أن المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها يوما دول الحصار لقطر لتنفيذها والرد عليها خلال عشرة أيام من تاريخ تقديمها، وأجابت الدوحة بالنفي القاطع لها قبيل مضي مهلة الرد بأيام كثيرة كان أحد بنودها قد كُتب بمداد الخوف وتضمن طلب إلغاء الاتفاقيات العسكرية القطرية التركية المشتركة، ومنع تواجد قاعدة تركية في قطر، ورمت الدوحة مطالب هذا الحلف خلف ظهرها ومضت في علاقاتها المميزة مع تركيا في ممارسة حقيقية لحقها المستقل في إنشاء علاقاتها المتوافقة مع مصالحها الخاصة بأرضها وشعبها ومستقبلها.وهذا هو حق كل دولة مستقلة تتمتع بسيادتها الكاملة غير مأمورة من أحد، وليس لأحد الحق في إضفاء صبغة السيادة عليها. وهذا ما تصر دولة قطر على أسس الحوار إذا ما بدأ بينها وبين دول الحصار بغية المصالحة والمصارحة معا ورسم الخطوط الرئيسية للعلاقات الخليجية المستقبلية بينها وبين هذه الدول التي نقضت اتفاقية الرياض وقبلها اتفاقيات مشتركة بضمان سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الخاصة، لكن الرياض والتي تعيش اليوم دور التابع الأمين لدولة الإمارات وولي عهد أبوظبي. وتمارس سيادتها طولا وعرضا على البحرين دولة الريتويت المطيعة ظنت وما أسوأ هذه الظنون السوداء، أن قطر يمكن أن تكون مثلها ومثل غيرها فتسلم دفة قيادة أرضها وشعبها ووجودها ومستقبلها وسير حكمها واتفاقياتها وعلاقاتها لها وتنتظر توجيهاتها، لتقيم علاقة مع هذه الدولة وتقطع علاقاتها مع تلك الدولة، وتنتظر ما يمكن أن تجود بها قريحة السعودية من فضل وإحسان في هذا الشأن. وعليه فإن العلاقات القطرية التركية والتي توطدت أكثر فأكثر في ظل التأزم الشديد الحاصل بين الدوحة وجارات الشر الثلاث اللاتي فرضن حصارا جائرا على قطر في فجر يوم رمضاني من المفترض أنه كان آمنا، سارت على غير ما اشتهته السفن المحروقة للإمارات والسعودية فزادت من العداء لتركيا الموازي لعداء قطر نفسها، رغم علمهما بأن أنقرة كانت الجارة الجيوسياسية الصدوقة التي أنجدت بلادنا بالغذاء والدواء في الوقت التي أرادت جارات الجيوغرافية الكاذبة تجويعنا وتشريدنا وقلب نظام الحكم في أرضنا، فكيف لنا بعد هذا كله أن نهدم علاقة قوية كالتي تجمعنا مع الحليف التركي الصادق ونمد يد الثقة من جديد لحلف غادر كاذب فهل يستويان؟. اليوم تتصالح المصالح فقط وما كان حب الخشوم ينفع فيه بات اليوم ضررا منه، ونحن لسنا كما كنا عليه قبل تاريخ الخامس من يونيو 2017 ودول الحصار تعلم هذا جيدا، ولذا كان النباح هذه المرة عاليا جدا، ففي الوقت الذي باتت المملكة وغيرها تتداعى في كل المجالات، فالدوحة وأنقرة تنجزان ما يجعل كل العيون تنظر إليهما بحقد كبير، وعليه فحين يتعالى طنين الذباب فحتما لن يصل إلى أعالي السحاب فهذا أحد دروس الحصار الجيدة لنا. ‏[email protected] ‏@ebtesam777