14 سبتمبر 2025
تسجيل* مما لا شك فيه أن برامج " قلب واحد " لجمعية قطر الخيرية الذي يبث عبر قناة الريان الفضائية مبتكر ومضامينه تصل للقلب عبر المعايشة المباشرة وتلمس أحوال الفقراء والمحتاجين وتتمثل فكرته بزيارات ميدانية يقوم بها شباب نشطاء لقرى طرفية لمحتاجين حقيقيين لحض المحسنين للمساهمة في مشروعات حياتية بسيطة في تكلفتها كبيرة في تأثيرها على المستهدفين الذين ينظرون بعين الرضا لمن يتفقد أحوالهم ويمد لهم يد العون لمقابلة عثرات الحياة .* العمل الخيري يحتاج دوما للابتكار والتجديد وأدوات تنفيذ ومتابعة ودون منٍّ أو أذى وقبل كل هذا وذلك المصداقية وحسن استهداف المحتاجين وتصنيف الأولويات .. وهذا ما توافر لبرامج " قلب واحد " حيث يلمس المحسنون مهما كانت قدراتهم المالية الظروف المحيطة بالضعفاء والمعدمين .. والآليات التي تحسن سبل حياتهم وتيسر مفردات حاجتهم وتدخلهم لدورة الحياة الكريمة بمشروعات مدرة للدخل أو تعليمية وصحية .* وللحقيقة.. برغم الجهود المقدرة المبذولة من الجمعيات الخيرية إلا أن البون ما زال شاسعا بين غالبيتها وبين تلبية حاجة المحتاجين الكثر مع ظروف الحياة الضاغطة التي نعرفها جميعا بدولنا العربية والإسلامية .. ولتحريك مشاعر المحسنين وإعادة ثقتهم بأن تدفقات أموالهم ستصل إلى البطون الجائعة والأجساد الهالكة بالأسقام والأمراض والفقر المدقع ولأبجديات الصحة والعافية والتعليم لا بد من الابتكار الخلاق والتركيز علي مشروعات التنمية المستدامة وتدريب المستهدفين للاعتماد على ما يدر عليهم أموال تعينهم على الحياة المعيشية .* مما أكسب شباب جمعية قطر الخيرية الثقة بأنهم لم يخاطبوا الناس من واجهات فنادق خمس نجوم وأبراج عاجية أو عبر عدسات الكاميرات.. بل طافوا على القرى البعيدة واعتركوا حياة أهلها اليومية، لامسوا " أوجاعهم وأحلامهم " لذلك كانت لغتهم مفهومة وأهدافهم واضحة وتأثيرهم سيكون قويا وسط المحسنين لأن مناشداتهم نابعة من إحساس إنساني صادق وملموس وقد أسهمت الكاميرا بنقل الواقع كما هو ونطق المحتاجون بحاجتهم وبعفوية ولغة بسيطة تصل للقلب مباشرة .* " قلب واحد " كشف الغطاء عن كثير من الأوجاع البعيدة عن نظر المحسنين ولا نعني فقط الأغنياء وكبار الرأسمالية لأن المشروعات التي طرحت وبفلسفة التبرع بمبالغ صغيرة في مقدرة شريحة كبيرة من المتعطشين للبذل والعطاء وبما يسهل دفقة ماء عذب يروي عطشا أو تعريشة تقي الصغار على مقاعد الدرس هجير الشمس أو حيطان بيت متواضع يلم شمل أيتام وأسر أرامل .. ويبقى النجاح الحقيقي لمثل هذه البرامج حينما يعرف المحسنون أن أموالهم ما زالت تنمو بالمتابعة والرصد ورفع قدرات المستهدفين لإدارة المشروعات المدرة للدخل . همسة: المشاركة المجتمعية أقوى أدوات نجاح برامج " قلب واحد " الذي خرج من دائرة صائدي عدسات الكاميرا . . وللحديث بقية