27 أكتوبر 2025
تسجيلظاهرة راقية تلك التي تتولاها الجمعيات الخيرية القطرية منذ سنوات ويبتهج لها الصائمون بكافة طبقاتهم في شهر رمضان المبارك وهي ظاهرة /إفطار الصائم/ التي لا يخلو منها أي مسجد أو جامع في كافة الأحياء والفرجان الكبيرة في الدولة خلال شهر رمضان، حيث يتحلق حولها الصائمون من العمال الوافدين والمحتاجين من مختلف الجنسيات ينعمون بأطايب الطعام. ظل هذا المشروع الخيري الذي تتنافس في تمويله الجمعيات الخيرية في إطاره المألوف منذ سنوات دون إدخال أي أفكار جديدة، عدا زيادة أعداد الوجبات، عاما عن عام، وبنفس أنواع الطعام الذي يعهد إلى مطاعم كبرى معروفة لإعداد وتأمين متطلبات الإفطار يوميا طوال الشهر، والملاحظ أن خيام إفطار الصائمين تكتظ بالصائمين من مختلف الجنسيات، إلا من المواطنين الذين يمنعهم الحياء وعزة النفس التي جبل عليها أهل قطر من منافسة جحافل الوافدين في دخول تلك الخيام وقت الإفطار، مع أن منهم من تضطره ظروفه لعدم اللحاق ببيوتهم عند موعد الإفطار، كما أن هناك فئة من المواطنين من العزاب أو المحتاجين، وهم يتوقون للاستفادة من هذه الموائد الرمضانية. السؤال الذي نطرحه.. هل يستفيد من موائد /إفطار صائم/ أهل الحاجة فقط؟ أم أنها يغشاها ممن يستحق ومن لا يستحق؟ وما نصيب المواطن والنساء والأرامل منها؟ ثم ما نصيب الفقراء من المواطنين والمقيمين الذين يقعدهم الحياء واستبقاء الكرامة عن غشيان هذه الموائد الرمضانية المخصوصة، لنتذكر أن هناك فقراء ممن وصفهم الله تعالى بقوله: "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً"، هؤلاء يحتاجون إلى هذه العطايا، فالكريم يخفي عنك عسرته حتى تراه غنياً وهو مجهود. مشروع /إفطار صائم/ الذي تقيمه الجمعيات الخيرية العاملة في قطر منذ سنوات في هذا الشهر الفضيل يحتاج إلى وقفة وإعادة نظر في آلية تنفيذه، وإعطاء المواطن الأحقية في هذا المشروع لما فيه من خير وعطاء يرسم الابتسامة على وجوه الصائمين، وعليه نأمل من الجهات المعنية أن تضع على رأس أولوياتها الملاحظات المقترحة للانطلاق إلى خطط جديدة وأفكار حيوية تعطي كل مواطن ومقيم ووافد حقه من الاستفادة من مشروع /إفطار صائم/ وألا تقتصر مهامها فقط في استحداث نقاط توزيع جديدة وزيادة أعداد بعض الوجبات في نقاط معينه على نفس النمط التقليدي الذي تنتهجه حتى الآن. الطرق مختلفة والأفكار يجب أن تجدد والمواطن له حق الاستفادة من هذه المشاريع، ومنها إشراك الأسر القطرية لإعداد الوجبات التي تقدم للصائمين ضمن مشروع /إفطار صائم/ حتى لا يبقى حكرا على أصحاب المطابخ الكبرى، علينا أن نشجع الأسر ذات الدخل المحدود ومن ذوي الخبرة في إعداد الأكلات الشعبية اللذيذة والمتنوعة بإدخالهم في هذه الخدمة للاستفادة الربحية من هذا المشروع. تلك النسوة اللاتي يبعن الأكلات الشعبية في /سوق واقف/ وغيره من الأماكن المماثلة لو عرضت عليهن المشاركة في إعداد ولائم /إفطار صائم/ حتما سيرحبن، لأن الأكلات من صنع أياديهن، وهي فرصة للانتفاع منه مادياً ومعنويا وسيفتح لهن أبوابا جديدة لم تكن في حسبانهن. الحديث عن فوائد مشروع إشراك المرأة القطرية في إعداد /إفطار صائم/ لا يمكن حصره على الجانب المادي فقط، بل يقدم فوائد عدة ومنافع كثيرة للأسر.. فهل نشاهد في رمضان القادم خيام /إفطار صائم/ للقطريين وأكلات شعبية بأيد قطرية؟، نأمل ذلك.. وسلامتكم