31 أكتوبر 2025

تسجيل

رمضان كما ينبغي!

06 يوليو 2014

نعيش أياما تغشاها الرحمة وتنتشر فيها نسائم الإيمان، وتتقمصنا حالة من أننا في زمن مختلف عما كنا فيه قبل شهر رمضان، شهر القرآن، ومراجعة النفس والتفكر بأحوال من يعيشون ظروف الحرب وحالات الفقر والفاقة لا يكادون يجدون قوتهم اليومي، ويموت الكثير من أطفالهم جوعا ومرضا.إننا مطالبون في هذا الشهر، ونحن نتنعم بحلو الحياة ولذة العيش، أن نضع أنفسنا مكان هؤلاء الجوعى والفقراء، ونحاسب أنفسنا على ما نقوم من إسراف فوق العادة في موائدنا الرمضانية التي للأسف نحرص عليها ونستعد لها قبل رمضان، فترى الكل يتسابق إلى المجمعات الاستهلاكية ليبتاع فوق احتياجاته ونعد الأطعمة المتنوعة وأشهر الحلويات التي نعمل على اقتناء الكتب المتخصصة بطهوها كل عام، ووجد الكثير من النساء الفرصة سانحة أمامهن لتأليف تلك الكتب وبيعها بأسعار باهظة، وهي يدركن أنها ستجد السوق رائجة والتجارة رابحة.ورغم أننا أيضا نحرص على إقامة شرائع الدين الحنيف ونحرص رجالا ونساء على الوجود في المساجد لصلاة التراويح وقراءة القرآن، ولقاء الأصحاب الذين لا نلتقي بهم إلى هذه الأيام المباركة.ورغم ما نقوم به من أعمال خيرة في هذا الشهر، تشمل مد موائد الرحمن للفقراء المساكين تحت مسمى "إفطار صائم" في ثواب أحبائنا الذين غادروا هذه الحياة وينتظرون منا الصدقات، ونثابر على فعل كل ما يمكن أن نتواصل به مع الله عز وجل، فإننا ننسى أحياناً أو نتناسى مع حلو الجلسات وسرد الحكايات أن نخوض في أعراض الناس ونتتبع عوراتهم، ولا يكف لساننا عن النميمة والغيبة حتى في أقرب الأقربين.وكل ذلك تحت مسمى "أخبار" نسمعها ونود أن نسردها على الغير، لتكون للأسف "فاكهة المجلس" والغريب أنك تدخل بعض المنازل وتجد على الحائط دعاء المجالس، ولكن لا يمنع ذلك من أن تدار أحاديث حول هذه وتلك، فعلت وقامت واكلت ولبست، بل أحيانا قد تقوم مشاجرة بين النساء في المساجد حول أمور لا تعدو شيئا.وبالطبع فإن كل هذا لا يمثل احترامنا لهذا الشهر، بل إننا نزيد من سيئاتنا ونقضي على حسناتنا، والتي لابد أن تزيد بدل أن تنتقل إلى من نتحدث عنهم ونغتابهم.وفي هذا الشهر تظل عادة كثيرا ما تحدث الناس عنها، ألا وهي اصطحاب الأطفال الرضع والصغار إلى المساجد مما يسبب الإزعاج وعدم التركيز بالنسبة للإمام والمصلين وللأسف هذا العام زادت هذه العادة في بعض المساجد لزيادة عدد العائلات للمقيمين في البلاد، والذين يحرصون على الصلاة في المساجد، ولا يجدون من يساعدهم في البقاء مع أطفالهم في المنزل، فتجد الواحدة تصطحب أكثر من أربعة أطفال منهم الرضيع والمريض والذي لا يكاد يخطو خطواته الأولى وهكذا تنتشر الفوضى ويعم الإزعاج في المسجد.نقول إنها عادة، وستصبح قريبا ظاهرة ممقوتة عجز الأئمة عن الحديث عنها ونصح الآباء والأمهات للمحافظة على الهدوء في المساجد ولكن كما يقول المثل "الكل يعطي الأذن الصمخة".وهذا يتوجب على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التصدي لمثل هذه العادة كما فعلت في المساجد الكبيرة ومنع الأسرة الذي يرافقها أطفال صغار من الدخول إلى المسجد.إن هذا الشهر علينا فيه أن نراعي الله عز وجل في طعامنا وشرابنا، ونحاول الاعتدال في إنفاقنا عليهما، وتركيز أوقاتنا لعبادتنا والإكثار من قراءة القرآن وصلة الرحم والتقرب إلى الله تعالى بالنوافل والصدقات.