11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصــراحــة المـوجعـة !

06 يونيو 2021

من أجمل ما يشدني في اللقاءات سواء كانت المتلفزة أو المكتوبة لسعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني هو صراحته المتناهية واعتماده على أسلوب الشفافية في كلماته ولقاءاته التي تتسم عادة بالصراحة وثقته أن لا شيء يمكن إخفاؤه اليوم وفي هذا العصر وأن السياسيين يجب أن يمتازوا بنزاهة الحديث والمعلومات إذا أرادوا أن يبقوا على حبال الود ممدودة بينهم وبين شعوبهم التي باتت تفقه حقيقة أن لا شيء يظل مختبئا ولا شيء سيبقى مستترا ولذا فالحديث الذي أدلى به الشيخ محمد لقناة CNBC الأمريكية حول كثير من القضايا التي تهم المنطقة وباتت دولة قطر طرفا محوريا فيها وتقوم إما بدور الوسيط النزيه الذي عادة ما ينجح في مساعيه أو صاحبة الموقف المؤثر الذي يكون إيجابيا تماما على الطرف المظلوم في القضية وسلبيا تماما على الجانب الظالم فيها وهذا ما كان يتمركز عليه اللقاء الذي أجرته القناة الأمريكية الإخبارية مع الشيخ محمد الذي أوضح بصراحة أن موقف الدوحة الرسمي من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة فجر موقفا معاديا من إسرائيل تجاه قطر لا سيما وأن قطر دائما ما تعلن وقوفها قلبا وقالبا مع شعب غزة وحقوق الفلسطينيين وتصرح بأن إسرائيل تمثل شكلا واضحا وأخيرا من أشكال الاحتلال في العصر الحديث وأنها تمنع طرفا معتدى عليه أن يبني له دولة عاصمتها القدس الشرقية، ولهذا شرعت تل أبيب بتصدير الأخبار المفبركة والزائفة التي لطالمها يسوقها أعداء قطر كلما حُشروا في زوايا ضيقة وهي دعم الدوحة للإرهاب وهي الأسطوانة المكسورة وليست المشروخة فقط والتي أيضا اعتدنا في قطر أن نسمعها ونضحك ليس لهزلها وهزالتها فحسب ولكنها باتت لغة المهزومين سياسيا ودبلوماسيا ومنطقيا وإنسانيا ومن هؤلاء كانت ولا تزال إسرائيل التي ترى في كل مواقف قطر الداعمة لقطاع غزة وسعيها الدؤوب وراء إعمارها ومدها بالكهرباء والغاز والمساعدات الإنسانية ودفع رواتب موظفيها المتأخرة وحملات التبرع المليونية التي تنظمها لمساعدة القطاع المحاصر منذ عام 2007 هو هزيمة لها ولكن دون حرب أو إطلاق رصاصة واحدة باتجاه تل أبيب !. ورغم كل هذه الاتهامات الإسرائيلية الموجهة ضد قطر فإن سعادة وزير الخارجية القطرية لم يخف استعدادات الدوحة لاستمرار مساعدتها لقطاع غزة وفق الأطر الدولية وتصميمها على إعادة بناء البنية التحتية للقطاع التي تتعمد إسرائيل تدميره في كل مرة تعمد قوات إسرائيل إلى استفزاز الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وقراهم وأحيائهم مثل حي الشيخ الجراح الذي فجر كل الأحداث الأخيرة التي وصفتها قطر ببؤرة الاستفزازات الإسرائيلية المتعمدة التي سرعان ما تتحول إلى حرب غير متكافئة بين الطرفين تعتمد إسرائيل فيها على طائراتها المزودة بصواريخ تشنها على شكل غارات مميتة على أحياء سكنية مدنية، بينما ترى تل أبيب أن المقاومة الفلسطينية هو هجوم غير مبرر تستعطف به دول الغرب التي سرعان ما تستنكر مقاومة الفلسطينيين لكنها تؤيد هجوم إسرائيل ولذا لم يكن مستبعدا ذاك العداء الصريح من إسرائيل للدوحة التي من جانب آخر لا تنكر أن التطبيع مع إسرائيل يمكن أن يكون واردا ضمن سياسة التطبيع العربية ولكن في حال توقف عملية الاحتلال الإسرائيلية المقرصنة لأراضي دولة فلسطين ووقف كل عملياتها العسكرية الإجرامية التي تنتهجها تل أبيب ضد المدنيين العزل. وعليه فإن حديث الشيخ محمد بن عبدالرحمن، كان صريحا لدرجة لا يمكن لإسرائيل أن تتقبلها ما دامت هذا الصراحة تعري الديمقراطية الإسرائيلية وتنزع عنها ثوب الحمل البرئ الذي عادة ما ترتديه عقب كل عدوان فألف تحية لبلادي على موقف واضح وصريح وشجاع. ‏@[email protected] ‏ @ebtesam777