27 أكتوبر 2025

تسجيل

فكر قبل أن تنفذ

06 يونيو 2018

في عام 1962 فشلت محاولة أمريكية لغزو كوبا وإسقاط الحكومة الشيوعية، فقام الاتحاد السوفيتي بنشر صواريخ في كوبا لردع الولايات المتحدة، وهو مايُعرف تاريخياً بأزمة الصواريخ الكوبية. دخلت القوتين العظميين في العالم في حالة من الأعصاب المشدودة والتوعد وتبادل الاتهامات، مما جعل الأمم المتحدة ودول أخرى تتدخل لتخفيف حدة النزاع. وفي هذه الأوقات العصيبة صدر أمر من القيادة الأمريكية بإطلاق صواريخ نووية نحو الاتحاد السوفيتي. عندما وصل الأمر للضابط المسؤول في القاعدة العسكرية التي ستنطلق منها الصواريخ، استغرب كثيراً من هذا التصعيد غير المبرر، وقام بالتأكد عدة مرات، وتردد في تنفيذه، وبخبرته استوعب أن هذا القرار اتُخذ في وقت كان الجميع مشدود الأعصاب ويريدون الانتقام، ويفكرون بعاطفتهم وليس بعقولهم. فهذا القرار ليس من شأنه فقط ضرب الاتحاد السوفيتي، بل سيُدخل العالم بأكمله في حرب عالمية ثالثة. فقرر الضابط ألا ينفذ هذا الأمر الذي سيدخل العالم في دوامة لن يخرجوا منها إلا بضحايا وخسائر كبيرة جداً، وتكتم على القرار، مع علمه أن امتناعه هذا قد يجلب له الكثير من المتاعب، ولكنه آثر أن يتحمل هو الضرر بدلاً من أن تتضرر البشرية جمعاء. والغريب أنه بعدها بساعات فقط، ساهمت جهود الأمم المتحدة في رأب الصدع وتقريب وجهات النظر والجلوس على طاولة الحوار والتوقيع على اتفاق يرضي الطرفين وينزع فتيل الحرب. يجب أن تعلم أن حتى أعتى وأفضل القادة هم في النهاية بشر، قد يتأثرون بالضغوط النفسية، وقد تغيب عنهم الحكمة عندما يشعرون بالخطر وتكون الأعصاب مشدودة والخيارات محدودة، وقد يُصدرون قرارات غير مدروسة وغير محسوبة النتائج، فكن أنت صمام الأمان وفكر جيداً وحكّم ضميرك قبل أن تنفذ كل ما يملى عليك.