19 سبتمبر 2025
تسجيلرجل دولة من الطراز الأول، قَدَره التربية والتعليم ، احتوى جميع المناصب ولم تحتوه ، لا يهرول خلف الأضواء ولا يبحث عن الإعلام كما يفعل غيره ، لأنه رجل برنامج ورؤية ، تقلب في جميع المناصب الرسمية بلا استثناء، أستاذ في اللغة العربية ورأس مجلس أمناء المنظمة العالمية للنهوض بها، له يد طولى في العمل الخيري حيث كان عضواً مؤسساً في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في دولة الكويت، عضو مجلس الشورى الأول ، يحمل دكتوراه فخرية في الإنسانيات لجهوده العظيمة في مجال التربية والثقافة والعلوم، له العديد من الدراسات والبحوث في مجال اللغة العربية والتربية والثقافة، قال لي أحد التربويين الذين اشتغلوا معه ردحاً من الزمن لعله أفضل وزير تربية على مستوى العالم العربي على الرغم من بيروقراطية العمل الرسمي العربي بشكل عام، إنه الأخ الكريم عبد العزيز بن عبدالله بن تركي السبيعي أطال الله في عمره، لا أستطيع أن أعدد مناصبه التي تقلب فيها داخل الدولة وخارجها، لكنني أستطيع أن أؤكد شيئاً واحداً أنه إنسان "ممتلئ" لا يبحث بقدر ما يُبحث عنه، لا يعرض نفسه بقدر ما يُطلب منه، إنه كما ذكرت رجل دولة يحمل "برنامجا" لا يفرط فيه حتى وإن حالت الظروف تحقيقه أو استكماله، هذا هو الفرق بين رجل الدولة وغيره من المسؤولين، أحسن من يستطيع تشخيص العملية التعليمية في الدولة لأنه ابن هذه المؤسسة وتدرج فيها حتى أصبح على قمتها وعاصر الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني أول وزير للمعارف في قطر والدافع الحقيقي وراء مسيرة التعليم في قطر ومن بعده الشيخ محمد بن حمد، متحدث في مجاله بقدر كبير من التمكن والدراية والعمق، لا تزال الدولة تحتاج إليه بعد تقاعده أطال الله في عمره وتحتاج إلى استشارته وخبرته وكذلك الأجيال الحالية بحاجة فعلية لدراسة تجربته التي أتمنى أن يكتبها ويؤصلها للتاريخ وما التاريخ إلا مجموعة خبرات وتجارب، تجربة كبيرة وعريضة لابد أن تؤرخ من أجل قطر وتاريخ التربية والتعليم، خاصة أن إيمان الأخ عبدالعزيز بعملية التأريخ وأهميتها واضح بعد أن أصدر كتابه الرائع عن والده الشيخ الجليل عبدالله بن تركي السبيعي "حياة عالم من قطر" والذي حظي بتقدير كبير من الجميع نظراً لمكانة الشيخ عبدالله وإسهاماته الكبيرة الشرعية والتربوية والاجتماعية. انعكاس التجربة المتعددة الأبعاد واضح على شخصية الأخ عبدالعزير فهو لا يتكلم دون إدراك ولا يتجاوز دون حاجة، مثال للقطري المخلص الواثق من ربه ومن دينه ومن مكانته فوق أرضه وبين أبناء مجتمعه، لا أزكي أحداً على الله لكنها شهادة أنا على إيمان بأن وقت استحقاقها قد حان بعد تلمس أطرافها عملياً واجتماعياً، أسأل الله الجليل أن يطيل في عمر الأخ الكريم عبدالعزيز وأن يبارك له في ذريته وفي أهله وأن يعينه دوماً على فعل الخير وأن يلهمنا جميعاً محبة الناس والسعي في تحقيق أسمى معاني الإنسانية. إنه هو السميع المجيب.