16 سبتمبر 2025

تسجيل

بصمة.. شريفة آل اسحاق

06 مايو 2014

كثير من الاحداث اليومية التى تمر علينا كل ليلة ما بين أحزان وأفراح ومجاملات اجتماعية، ما بين العلاقات الأسرية والعملية والاجتماعية ونتعايش معها بصورة يومية وربما تصبح وتمسي على ألوان مختلفة من الاخبار السعيدة والمؤلمة مع من تدور علاقاتنا معهم، ربما بصورة دائمة أو مؤقتة، وتتأثر بها بطبيعتك كإنسان اجتماعي يعيش فى بيئة اجتماعية.. ولكن أصعب المواقف التى تصادفك وتترك أثراً كبيراً ومؤلماً بداخلك وتكاد تكون صدمة نفسية، حينما تفقد شخصاً عزيزاً عليك ما بين يوم وليلة، وخاصة إذا كان هذا الشخص تحكمك به درجة قرابة بالدرجة الاولى، ويملك مكانة كبيرة فى حياتك وبصمة ايجابية منذ الطفولة الى الكبر بسلوكيات فطرية، كانت تصدر منه تركت آثاراً بعيدة المدى فى حياته وحتى بعد مماته مثل الشجرة المثمرة التى تطرح ثمارها طوال العام، وتكاد تكون شريفة مثالا كبيرا لهذه الشجرة ونموذجا لبساطة المرأة والأم القطرية، التى احتوت بأخلاقها ورقة قلبها كل كبير وصغير داخل الاوساط العائلية والاجتماعية، رغم بساطة مستواها التعليمى والثقافى الا انها مثلت نموذجاً للمرأة فى طبيعية شخصيتها؛ من حيث العطاء النفسى والاجتماعى والعاطفى والمادي، وانفردت به فى علاقتها الاجتماعية، واستطاعت ببساطة الاسلوب وصدق المشاعر القلبية أن تحتضن كل من كان له صلة بعيدة أو قريبة، بابتسامة دافئة تملأ وجهها طوال الوقت، رغم معاناتها وصراعها مع المرض سنوات طويلة، ومدى قوة صبرها على تحمل الآلام إلا أنك كنتَ ترى نوراً يضيء وجهها نابعاً من براءة نواياها الداخلية، ولو ألقينا الضوء على سمات شخصيتها مع أسرتها والآخرين، كانت تتصرف على سجيتها وبنقاء لم تجده إلا عند الملائكة وليس عند البشر، وما تميزت به من حرصها على حفاوة الاستقبال فى بيت العائلة، وكانت تسعد بالتجمعات العائلية فى منزلها، وحريصة كل الحرص على التواصل الاجتماعى ما بين الارحام والعلاقات الاجتماعية، ولها أثر ومواقف رائعة سواء داخل الأوساط العائلية أم خارجها، ومدى تمسكها على التواصل مع من لها علاقة بهم، ومن لا تعرفهم وتتعرف عليهم من خلال العلاقات الاجتماعية المتعددة، وما الذى استطاعت ان تزرعه فى قلوبنا جميعا من كبار وصغار ومجتمع، لم يستطيع الكثير منا رغم حصوله على مؤهلات علمية وعملية لم يستطيع ان يترك بصمة بسهولة فى قلوب الآخرين، والجميع يلتفت حولها ويرغب بالحديث والحوار معها لنقاء الحديث، والحوار من الشوائب الدنيوية، التى افسدت الكثير من البشر فى ظل الغزو الثقافى والآثار الناجمة عنه، وأولها تغير السمات الشخصية للافراد انفسهم، ومن الجانب الخيري احتلت الصدارة في هذا الجانب من خلال حبها للأعمال الخيرية من العاملين أو ممن يطرق بابها، فكانت كريمة النفس والعطاء ولم تَردَّ من طرق بابها سواء بالمال او بالخدمات الاجتماعية أو الإنسانية، فتجدها من تصَدَّر لذلك، بدون اى مقابل.. ورغبة منها فى المحبة والتواصل مع الآخرين، وهى نموذج من أحد النماذج الجميلة بيننا، ورغم وفاتها فقد بقيت آثارها فى قلوب الجميع من الداخل والخارج، وبالفعل نحن بحاجة ماسة فى ظل الانفتاح الثقافي والاجتماعي أن نلقي الضوء على هذه النماذج التى تركت بصمة ايجابية فى حياتنا الاجتماعية والمجتمعية.. للاقتداء بها كنموذج نسير على آثارهم فى اخلاقهم وعطائهم، فى ظل سيطرة وسائل الاتصال التكنولوجي على علاقتنا الاجتماعية، وربما هناك الكثير من يسكنون حياتنا، ولكن لا نراهم رغم وجودهم كل ليلة، وهناك من رحلوا من حياتنا، ورغم ذلك يعيشون بيننا بأفعالهم الاخلاقية، ولذا من خلال ما تم سرده نتمنى ان نرى مزيداً من الذين يسرون حياتنا، سواء كانت الاجتماعية والمجتمعية والثقافية والتربوية، وإلقاء الضوء عليها، حتى يكونوا نبراساً للأحفاد القادمة لكثير من العوائل بالمجتمع، وواجهة اجتماعية للنساء القطريات للأجيال التالية، وسط معاناة الكثير كل يوم، من أن الأبناء فقدوا هذه الايام الكثير من القدوة الحسنة فى الأسرة والمدرسة والمجتمع، ومن جانب آخر نحتاج لأن نحافظ على العلاقات الحميمة والتواصل المباشر، وان كان بشكل أسبوعي ومنتظم، للحفاظ على الهوية الأسرية، وربطا للأجيال بكبار العائلة، للاقتداء بهم وان نقضي على الفجوة التى يعانى منها الجميع، ومن ناحية اخرى إحياء وسرد السيرة العطرة لكل من أسهم فيها، حتى نظل على نهجها، وان كانت أمثال الاخت الغالية شريفة، وإن رحلت فلن ترحل بكل ما قدمته لنا من صدق المشاعر والاحاسيس مع كل افراد العائلة، وتحية لكل الأرواح الطاهرة فى كل عائلة كانت لنا بصمة فى حياتنا، ولن ننساهم، ولكن سوى أن نكون نموذجاً نسير على نهجهم.