الثقافة والفنون وروح التغيير

عملية التغيير المنشود ينبغي أن تكون شاملة لا جزئية، وعميقة لا سطحية وجذرية لا فوقية ومستقرة لا وقتية ومنضبطة لا فوضوية، ومتدرجة المراحل، هذا التغيير تقوم به النخبة الصادقة التي سهرت على انجاز فعاليات وزارة الثقافة والفنون والتراث التي نظمتها عام 2013 وأصدرت ذلك حديثا في تقرير غلف بطبعة فاخرة وأنيقة مدعومة بالصور الأرقام.نحن الآن وقد اقتربنا من منتصف عام 2014م والتغيير مطلوب وهو جزء من سنة الله تنطلق من الداخل إلى الخارج ويكون التغيير على كل المستويات بحيث يتغير كل واحد منا في ذاته حتى يتحقق التغيير الشامل الذي نأمله، وتقرير وزارة الثقافة للعام المنصرم، واكبت فعالياته التغيير الحادث في وطننا العربي حيث المخاض عسير ونازف من خاصرة الامة فغدت ساحات وميادين عالمنا العربي تنتظر يوما تبزغ فيه تباشير الميلاد القادم، مبشرة بميلاد جديد لأمة عظيمة.التغيير المنشود يكون نحو الأفضل للأمة مستقبلاً بما يحقق طموحها في العزة والكرامة، ومن هنا فإن صناعة الوعي، وتوافر النية الصادقة، وبناء قوى الخير على أساس التنافس، هي روح التغيير المنشود بتقديم القدوة والنموذج وتحقيق المساءلة على أساس من العدل والإنصاف والمساواة، تتقدمها الحكمة الفاطنة القادرة على فرض الرؤية الثاقبة، فعملية التغيير المنشود تحتاج إلى قوة قادرة على فرض الحقائق.في سنة 2013م غصت ميادين العرب بلهيب الثورات العربية الكبرى الحقيقية لتعلن أن العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين يحمل ربيع الشعوب.وسيفهم المتخاذلون، ماذا تريد شعوب العرب، وها نحن نحمل البشرى بان يكون عام 2014م بإذن الله تعالى عام مواصلة التغيير.وزير الثقافة والفنون والتراث الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، كان واعيا لامر التغيير في كلمته التي اوضح فيها خلال التقرير التوثيقي، أن الوزارة حرصت على تميز نشاطها دائما بالتنوع والثراء، انسجاما مع الاستراتيجية الوطنية في محورها الثقافي لتكون واقعا ملموسا.قال ان رسالتنا تتركز في بناء مشهد ثقافي محلي حيوي يحافظ على التراث كواحد من أهم عناصر الهوية، ويتجاوب في حقول الإبداع مع الأفكار الجديدة انسجاما مع إيقاع العصر الحديث، ويشجع التبادل الثقافي والحوار بين الحضارات مع مراعاة البعدين العربي والإسلامي انطلاقا من سياسة دولة قطر وحكمة قيادتها الرشيدة.عام 2013 كان زاخرا بالتنوع والتجديد في كل قطاعات المجتمع المتمثل في المشهد الثقافي والإبداعي، من هذا المنطلق طلع سعادة الوزير يبشر بان يكون عام 2014م وما يليه سوف يسير على هذا النهج لإتاحة الفرص الكاملة للمواهب الواعدة كي تؤدي دورها في تحقيق الرؤية الوطنية لدولة قطر لعام 2030.الثقافة والفنون والتراث لها دور بارز في إعطاء المثقفين الدور المطلوب والمساحة الواسعة لتعزيز القيم الإنسانية التي تليق بمكانة ثقافتنا الوطنية، لان الإبداع هو أساس ومحرك رئيس في القيم والمعتقدات. إن للمثقفين دورا فاعلا في ميادين العمل الفني والثقافي والادبي والإبداعي لما لها من تأثير قوي ونشاط فعال، فهل ندعم هذه التوجهات لخلق حراك ثقافي عالي الجودة منسجما مع روح التغيير وسلامتكم.