16 سبتمبر 2025
تسجيلالأضواء والمصابيح تنتشر على سور البيت الذي تزيد مساحته على ألف متر مربع لا يفصل بين الواحد والآخر إلا نصف متر فقط، تظل مضاءة طوال الليل، ناهيك عن تلك التي تعلو المنزل. وأضواء زُين بها البيت لفرحة أهله بزفاف أحد أبنائهم لا تطفأ لمدة تزيد على أسبوع. ومياه جارية من البيت إلى خارجه بحجة غسل الحوض والسيارات، وأنابيب معطلة تظل المياه تقطر منها لمدة طويلة دون أن يلتفت إليها أحد لتصليحها للحفاظ على تلك المياه التي تذهب هباءً منثوراً. لابد أن تظل أيدينا دائماً مرفوعة إلى السماء تحمد الله عز وجل وتشكره على النعمة التي نعيش فيها في هذا البلد الغالي الذي تضع قيادته الرشيدة نصب أعينها رفاهية وراحة المواطن وكل من يعيش على أرضه ويتمتع بخيراته، فالنعمة التي نحياها ولنظل ننبض بالحياة هي نعمة الماء والكهرباء التي وفرت لنا الخير والرفاهية وأنعشت الكثير من المشاريع والخطط التنموية، هذه النعمة التي حرم منها الكثير من الشعوب التي تتوق إلى الضوء والمياه النظيفة العذبة والتي والحمد لله تتوافر لدينا، وأنفقت من أجلها المبالغ الطائلة من أجل أن تصلنا نقطة المياه التي تمت تحليتها من مياه البحر، خاصة أننا بلد تشح فيه المياه العذبة، ونحن نتمتع بالمياه بشكل لم يتمتع به الإنسان في أوروبا كما قال وزير الطاقة والصناعة إن معدل استهلاك الفرد في قطر للمياه يبلغ 320 لترا في اليوم الواحد وهو رقم يناهز ثلاثة أضعاف معدل استهلاك الفرد للمياه في أوروبا. وكذلك الحال بالنسبة للكهرباء التي لا يمكن لأحدنا الاستغناء عنها كما هو الحال بالنسبة للمياه العذبة، فهذه النعمة قد وفرت لنا ونحن لا ندرك الكيفية والإنفاق الذي يكون عليها لتصل إلينا، ومازلنا نتذكر تلك الأيام في السبعينيات حيث كان الانقطاع المتواصل للكهرباء وكنا نجهز "الفنر" قبل المغرب تحسباً لأي انقطاع فيها، ولكن الشكر والحمد لله على ما يتوافر لنا منها بفضل وعي وإدراك القيادة الحكيمة لهذا الوطن. ومن هنا لابد من دعم ومناصرة الحملة التي تطلقها كهرماء لمدة خمس سنوات تحت عنوان "ترشيد" من خلال الحملة على ما نعيش فيه من رفاهية وراحة بتوافر الكهرباء والماء، خاصة أن هذه النعمة تأتينا بالمجان دون أن تكلفنا أي مبلغ، بعكس الغير من الدول التي يعاني فيها المواطن من تكلفة الكهرباء والماء ومن هنا يقوم بالمحافظة على هذه الخدمة من خلال إطفاء الأضواء والترشيد في استهلاك المياه بشكل لا تذهب المياه بلا داع إلى المجاري "أعزكم الله". إن الواجب علينا نحن كمواطنين بالذات أن نحاول ترشيد الاستهلاك في المياه من خلال توعية الأبناء والخدم في مثل هذا الاستهلاك وأن نكون القدوة في ذلك، والمحافظة على استهلاك الكهرباء من العمل على إطفاء الأضواء في المكان غير المستخدم وكذلك الأمر في المكيفات وأجهزة التلفاز التي للأسف تظل تعمل طوال اليوم دون توقف حتى إن لم نكن موجودين في الغرفة أو حتى في البيت، والبعض قد يترك بعضها مضاءً وهو في إجازة قصيرة. فالترشيد في هذه النعم سوف يعود علينا بالخير وتستمر مواردنا في العطاء ولنحافظ على مواردنا الطبيعية والبيئية حتى نستطيع الاستمرار في توفير احتياجات البلاد في مختلف المجالات، حيث إن الماء والكهرباء أساس الحياة في كل شيء. ونعمل على غرس مفاهيم الاقتصاد في الاستهلاك من خلال المدارس والمؤسسات الاجتماعية ووسائل الإعلام والتوعية المباشرة، حتى نكون جميعاً على قدر المسؤولية ولتبقى قطر تنبض بالحياة.