14 سبتمبر 2025
تسجيل• لم اقل حقا أو دينا مستحقا.. ولكني عنونت مقالي بصيغة الجمع المضخم "حقوق مستحقة" لان دارفور تستحق الكثير وهذا ما جعل رئيس السلطة الانتقالية د. التجاني السيسي يقف الاسبوع الماضي تحت قبة المجلس الوطني التشريعي السوداني مخاطبا "البرلمان" وبشفافية ودون مواربة ان الاتفاقية تسير بطريقة طيبة لكن تواجهها تحديات مالية وقدم تفصيلا للتحديات ليقف نواب الشعب على الحقيقة وليحرسوا هذا الانجاز بأياديهم الوطنية التي تعرف تماما اهمية السلام واستحقاقاته وفي هذا الوقت بالذات. • إن كان من "ثمرة" يراد قطافها لوثيقة الدوحة فهي ضخ الاموال لمشروعات تؤطين اللاجئين وقفل المعسكرات.. إن اكبر الادوات التي حركت سكون الانسانية اعلاميا والفت بين مراكز القرارات الغربية هو توظيف حاجة اللاجئين للحياة الكريمة وليس بعيدا تداعيات الصور التي بثتها الميديا "صقر يلتهم جيفة طفل او يكاد" والتي أرقت دواخل الناس ومثلت الكرت الرابح للحركات المسلحة. • جهود مقدرة بذلتها قطر وحلفاؤها وصولا للمولود "وثيقة الدوحة" وغذوها بوساعة صدرهم واموالهم لتقليل ظل التباين والانشقاقات والتدخلات الاقليمية التي يحمل اعباءها الآن أحد ابناء دارفور بخبراته العلمية والعملية د. التجاني السيسي الخبير الاممي ورفاقه بحركة التحرير والعدالة لجنوحهم للسلام عن قناعة كاملة.. هذا المولود "الوثيقة" يمر حاليا بأهم منعرج ليسكن بين الناس يوفر لهم السكن الآمن والفأس التي تشق الارض وتدفن البذور في الحوشات والصحة والتعليم لصغارهم لتتسلسل حياتهم وصولا لاعمار تنموي منتج في ارض لا تنقصها الخيرات.. • إن اي تقصير لحماية هذا الانجاز الذي ما زال هشا طالما لم يأخذ دورته الكاملة سيتحول لا قدر لله لكرت ضغط في ايادي الخارجين عن القانون وبعض الحركات المسلحة والمشككين في العقود والمواثيق.. صحيح ان الخرطوم تمر بظروف اقتصادية دقيقة مع انفجار "هجليج" والتي اصابت الاقتصاد السوداني في بؤرة عينه وهو اصلا عليل نتاج الانفصال والضغوطات العالمية ولكن يبقى تسيير سفينة دارفور لمرساها بأهمية وثبة "هجليج" وتتوازى معها. • ان بقاء اللاجئين المتحرقين شوقا واملا ليعودوا سيرتهم الاولى رعاة وزراعا يحصدون ويأكلون وينامون بأمان.. خط أحمر ومكسب مضاف.. إن طال امده سيتحول لبؤرة تعيد القضية لمرابعها الاولى.. والايادي التي ضغطت على زناد تحرير هجليج وغسلت عار احتلالها وفكفكت معضلة ضخ الذهب الاسود تمثل "معجزة" وتاج وقار لقدرة الزول وهي نفسها مؤهلة لدفق الحياة المستقرة لدارفور إن أحسن ادارة الازمات بعين ترى وتقدر وبتجرد ومصداقية وتوازن.. • هي سانحة للترحيب برئيس السلطة الانتقالية د. السيسي الذي عرفناه مفاوضا امينا عالي الهمة وهو يضع الامانة تحت قبة البرلمان ويصوب سهام جهده لقيام مؤتمر ناجح للمانحين والاستاذ بحر ابو قردة وزير الصحة المركزي خلال زيارتهما الناجحة للدوحة "ابو قردة" احد الرجالات الذين صقلهم النضال وانحازوا لمفعول الكلمة والمنطق بديلا للرصاصة.. ولعل خروجه من مكتبه لملاقاة موكب احتجاجي لمرضي غسل الكلي منع من دخول الوزارة وفوجىء المحتجين "بالوزير" يقف بينهم ويلملم مطالبهم مثلت احدى العلامات المضئية في " زمن الضلمة " لرجل أتي من باطن الارض ومعاناتها وليس بعيدا عن الاذهان ذهابه قبل سنوات للمحكمة الجنائية والتي برأته من تهم ملفقة حيكت ضده. • هذا "الابوقردة" يريد الصحة للسودان عبر حمله حقيبة مثقلة بالهموم المواطن يريد دواء ومشافي مؤهلة ونطاسة جراحين مهرة وكادرا تمريضيا يحلق حول سريره الابيض كملائكة الرحمة واستشاريين بهمومهم ومطالبهم الخ ويساهم بجهد مقدر لتوطين وثيقة الدوحة.. ان السلطة الانتقالية كالام الرؤوم تحمل بيمناها ملف العافية والصحة ولاسكان وثيقة الدوحة لتؤتي اكلها خيرا ورفاة لينعم السودان بالاستقرار والتنمية المستدامة. همسة: ملحمة "هجليج" اثبتت مقولة لا مستحيل تحت الشمس طالما هناك ارادة وطنية خالصة.. واهل دارفور سيكونوا دوما ممتنين للدوحة.