10 سبتمبر 2025
تسجيلوقع بين يدي كتاب (إسرائيل جريمتنا) تأليف (ميلر بوروز) أستاذ الدراسات التوراتية في جامعة ييل بالولايات المتحدة، وكانت طبعته الأولى في العام 1952. والكتاب يعود لعَلَم من أعلام الدراسات التوراتية وتاريخ الأديان في الولايات المتحدة. ورافق مؤلفه المأساة الفلسطينية منذ نشأتها حتى المرحلة التي أقرت فيها هيئة الأمم المتحدة مشروع التقسيم، وما تلاها من اضطرار العرب للهجرة من فلسطين وغيرها من المآسي! ومُؤلّف الكتاب مؤمن أشدّ الإيمان بأن الصهيونية مخطئة في الأساس وإلى حدّ فاجع، وكتابه يتطرق إلى المظالم التي نزلت بعرب فلسطين والمزاعم الصهيونية والمصالح الأمريكية واليهودية! ويؤكد الكتاب بأن مجزرة دير ياسين في التاسع من نيسان/ أبريل 1948 كانت واحدة من أبشع المجازر الصهيونية، حيث هاجمت القوات «الإسرائيلية» ثلاث قرى جنوبية، وأخرجت منها 8000 عربي، ودمّرت منازلهم؛ وبالتالي يبدو أن هذه السياسات الصهيونية هي سياسات مُمنهجة منذ العام 1948 وحتى اليوم! وأبرز ما ذُكر في الكتاب أن مسؤولية المأساة الفلسطينية لا يمكن أن تُلْقى على أكتاف فريق واحد من الفرقاء المعنيين، وأن المسؤولية تقع على «الإنجليز، والأمم المتحدة والولايات المتحدة، ومسيحيي العالم، والعرب واليهود»، وأنهم جميعا مسؤولون، وبنسب ودرجات متفاوتة، عن مأساة فلسطين! ولا شك في أن قسطا كبيرا من مسؤولية المأساة الفلسطينية تَتحمّله هيئة الأمم، وأن «مشروع التقسيم الذي تَبنّته الهيئة لم يكن ذلك المنهج الحكيم، وأنه ما كان عادلا ولا واقعيا»! ومَن يعود للتاريخ الحالي يجد أننا أمام ذات المآسي والمجازر بحق الفلسطينيين! واليوم، صرنا أمام أكثر من 33 ألف شهيد قتلتهم الآلة الصهيونية المتوحّشة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى الآن، فضلا عن قرابة 100 ألف جريح، وأكثر من مليون مهجر داخل قطاع غزة وخارجه، وهذا يعني أن استمرار الدعم الأمريكي والبريطاني، القديم الجديد، للكيان الصهيوني يؤكد استمرار تلك السياسات الانتقامية من العرب، والساعية لضربهم وتدميرهم، وتحطيم حقوقهم التاريخية والإنسانية؛ وهذا دليل على المواقف الغربية المتناقضة! ولاحظنا أن الغربيين يتحدّثون بخطاباتهم عن الحياة والتعايش، ويدّعون الدفاع عن الحقوق الإنسانية والوقوف مع الحق، ولكن عندما يتعلّق الأمر بالكيان الصهيوني فإن القضية تختلف، ونكون حينها أمام مواقف غربية متناقضة، لا علاقة لها لا بالمنطق، ولا بالأخلاق، ولا بالإنسانية، ولا بحقوق الإنسان! إن استمرار قتل الفلسطينيين في غزة، واحتمالية الهجوم الصهيوني على رفح، وعدم احترام الكيان الصهيوني لتصويت مجلس الأمن الدولي على القرار (2728) بشأن وقف إطلاق النار في غزة، يوم 25 آذار/ مارس الماضي، وكذلك تجاهل «إسرائيل» لحرمة شهر رمضان المبارك على رغم من وجود معاهدات صهيونية مع دول عربية وإسلامية جميع هذه المعطيات تؤكد أن «إسرائيل» تتجاهل مَنْ تمتلك معهم معاهدات سلام! إذا نحن أمام كيان متغطرس يرى نفسه فوق القانون، وفوق المواثيق الدولية، وفوق اتفاقيات السلام! وبناء على ذلك فإن «إسرائيل» ليست كيانا مُؤهّلا لأن تكون معه اتفاقية سلام لأن الأنظمة التي ترى نفسها فوق القانون لا يمكن أن تحترم القانون، ولا تتفق مع الآخرين بجوانب إنسانية تتعلق بالإنسان وحقوقه، وهذه منطلقات لا تؤسس لحالة تعايش دائم، كون «إسرائيل» أصلا تنظر إلى العرب والفلسطينيين نظرة خالية من الإنسانية، ومليئة بالتكبر والكراهية والانتقام! إن مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير ينطبق تماما على الشعب الفلسطيني المظلوم؛ وعليه لا يوجد أي حق تاريخي، ولا أخلاقي، ولا قانوني يدعم إقامة الكيان الصهيوني الخبيث على أرض فلسطين المغتصبة! فعلا «إسرائيل» جريمة الدول التي دعمتها!