11 سبتمبر 2025

تسجيل

والناقمون على طوفان الأقصى وانتخاب السنوار!

12 أغسطس 2024

منذ أن انطلقت معركة طوفان الأقصى المباركة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ونحن نتابع بعض الأصوات الشاذة والأقلام المسمومة التي تطعن بالمقاومة الفلسطينية الباسلة! وقد انقسم العرب والمسلمون إلى فريقين: الأول، وهم الأغلبية، ويمثله المؤيدون والمناصرون لغزة، والثاني، وهم القلة، ويمثله الطاعنون والمثبطون للمقاومة! وخلال الحرب العالمية الثانية وجدنا أن بعض الدول الأوروبية انهارت بسرعة مذهلة، ولاحظنا أن الدنمارك استسلمت في ست ساعات، ولوكسمبورج انهارت بعد يوم واحد، وسقطت هولندا بعد خمسة أيام فقط، وخلال ثلاثة أسابيع رفعت بلجيكا الراية البيضاء، وبعد شهر وخمسة أيام استسلمت بولندا، واحتاجت فرنسا إلى ٤٦ يوماً فقط لتنهار، وسقطت النرويج بعد ٦٢ يوماً! واليوم نجد أن غزة المؤمنة وبإمكانياتها المتواضعة، ورغم التآمر عليها وهي تقاتل منذ أكثر من 300 يوم دولا عظمى، ولم ترفع الراية البيضاء! ومع هذا الصمود الفلسطيني المنقطع النظير صرنا نسمع بأصوات حاقدة ومعارضة للمقاومة ومؤيدة للخنوع والهزيمة، ولا ندري ما غايتها ولمصلحة مَن يقولون كلامهم المسموم؟ ومع الأسف وجدنا أن هذه الهجمة البربرية الهمجية من بعض المحسوبين على «علماء الدين» الذين يظنون أنهم وحدهم يفهمون الدين، ومن بعض علماء السلاطين، ومن بعض الصحفيين والإعلاميين والقنوات الفضائية والجامع بينهم أنهم جميعهم ضد المقاومة الفلسطينية! وكأن «الجريمة الكبرى» التي ارتكبتها المقاومة هي المقاومة، وكأنهم يقولون لا تُلْحقوا أي ضرر بالعدو، وحافظوا على سلامة «إسرائيل»، وأنتم مجرمون قتلة لأنكم تريدون تحرير أرضكم من العدو الغاصب القاتل المجرم! والأدهى والأمر أن بعضهم وصل إلى مرحلة السؤال عن «حكم الترحم على الشهيد إسماعيل هنية»؟ وبالمقابل لاحظنا أن بعض اليهود في أوروبا خرجوا في مظاهرات منددة بالجرائم الصهيونية بينما نجد أن هؤلاء الحاقدين والمحسوبين على العرب والمسلمين يقفون ضد المقاومة الفلسطينية! وسبق للحاخام حاييم سوفير عميد حركة «ناطوري كارتا» في بريطانيا، أن أكد، يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أن» إسرائيل ليس لها حق في الوجود، والتوراة تمنع احتلال فلسطين»! وحينما نقرأ التاريخ النضالي للشعوب الأجنبية والعربية والإسلامية نجد أن القوات المحتلة لم تخرج بالورود والدعاء فقط، بل إن دماء الرجال وتضحياتهم هي التي عبدت طرق التحرير، وأجبرت قوى الاحتلال على الهروب والهزيمة! وهذه الحقائق النضالية كتبت في الجزائر ومصر والشام وليبيا والعراق وغيرها حيث وقف الأخيار من رجال هذه الدول بوجه القوى المحتلة، وأجبروهم على الاستسلام والاعتراف بحقوقهم، فلماذا حينما تكون المعادلة والقضية مع «إسرائيل» نجد هذا الكلام الهائل والغريب في الدفاع عن الصهاينة ونصرتهم؟ إن الثورات الشعبية والحراك التحرري المعارض للاحتلال قال كلمته ولم نسمع ولو كلمة طعن واحدة من العلماء والمثقفين والصحفيين والأدباء والمفكرين والفلاسفة ضد هذه الحركات التحررية! فلماذا صرنا اليوم أمام بعض التيارات العربية والإسلامية الحاقدة على المقاومة ورجالها وبحجج لا يمكن أن تصمد أمام أبسط القوانين الأرضية فضلا عن الشرائع السماوية! وأخيرا فإن اختيار يحيى السنوار زعيما لحركة حماس هو الرد الصاروخي على جميع الذين قالوا بأن المقاومة قد ندمت على معركة طوفان الأقصی! نصيحتنا الإنسانية لكل المتنطعين والحاقدين والذين ارتضوا لأنفسهم أن يرموا عقولهم في الظلام ويقبلوا بما يمليه عليهم فلان وفلان من الزعماء «والعلماء» عليكم أن تكفوا عن الطعن بشهداء فلسطين والأمة، وليتذكروا أن التاريخ لا يرحم المُخَذْلين! ومع جميع هذه المثبطات فإن فلسطين ومقاومتها ستنتصر وسيكتب التاريخ مواقفهم بالعز والفخر، وستُكْتَب مواقف المثبطين بالعار والخنوع!