13 سبتمبر 2025

تسجيل

فزت وربّ الكعبة يا أبا العبد!

03 أغسطس 2024

قبل ساعات دُفن القائد الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس» والذي قَدّر الله له أن يكون اغتياله واستشهاده في إيران ومدفنه في دولة قطر. إن «إسرائيل» التي فشلت في سحق المقاومة الفلسطينية بعد 300 يوم من الصمود والتحدّي، وبعد أن قتلت، وبدم بارد، أكثر من 40 ألف غَزّيّ، وهجرت وسحقت الملايين، وجدت نفسها مثل الأفعى التي لا تدري كيف تحارب مَن يحاول سحقها، فراحت تحاول أن تنال من المقاومة عبر عمليات اغتيال خبيثة بدأت بالشيخ أحمد ياسين مرورا بالشهيد عبد العزيز الرنتيسي وغيرهما، ووصولا للشهيد إسماعيل هنية! ولقد نال العشرات من عائلة آل هنية الظفر والفوز بالشهادة بالجملة، منذ نيسان/ أبريل 2023 وحتى 31 تموز/ يوليو 2024، وهذا يعني أن فِريَة كون عوائل قادة المقاومة الفلسطينية بمأمن هي فِريَة واهية ولا تَصمد أمام الواقع! وجريمة اغتيال هنية لم تكن مفاجئة، بل كانت متوقعة، لكن الغريب والمفاجئ هو المكان والزمان والجهة المنفذة لهذه الجريمة السياسية والدبلوماسية والأخلاقية! وقبل الحديث عن الآلية أظن أن من الضروري الحديث عن مكان الاغتيال، وهو العاصمة الإيرانية، طهران، وتوقيت الجريمة الذي كان بعد ساعات من انتهاء حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان! ولا شك أنه، وفي مثل هذه المناسبات، تدخل الدول في حالة إنذار كامل لحماية الحفل والشخصيات التي تمثل غالبية دول العالم، وبالتالي كيف تقع حادثة الاغتيال في ظل حالة الإنذار الكبرى، وأين كانت الحمايات الإيرانية، وحتى الفلسطينية، المرافقة للراحل هنية؟ وبعيدا عن تفاصيل الهجوم الإرهابي والغموض الذي يحيط بالجهة المنفذة سواء أكان الموساد أو غيره فإن الرجل راح ضحية الغدر وعدم الاهتمام بحمايته كونه شخصية مطلوبة للكيان الصهيوني ولعيونه المتواجدين في مختلف دول العالم! وفيما يخص آلية الاغتيال فهنالك، حتى الساعة، تناقضات والتباسات تَتعلّق بالكيفية التي وقعت فيها الجريمة! بداية ذُكِرَ بأن الهجوم نفذ بطائرة مسيّرة، وبعد ساعات قيل إن العملية نفذت بصاروخ أطلق من دولة مجاورة، فيما قالت وكالة «فارس» أنه «مقذوف جوي»، وأخيرا قيل إن هنية، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز « قُتل بعبوة ناسفة زُرعت داخل غرفته»! ولا ندري أين كانت الدفاعات الجوية الإيرانية والحمايات الدبلوماسية التي يفترض تواجدها حول أماكن الشخصيات المهمة؟ وقطعا أثبتت الحادثة بأن إيران قَصّرت في حماية ضيفها الكبير والمهم، وهذه ضربة دبلوماسية وسياسية جاءتها بعد ساعات من تنصيب رئيسها الجديد! وبعد الحادثة أكدت بعض الدول أن اغتيال هنية جريمة، ربما، ستشعل الشرق الأوسط! وأظن أن رجال المقاومة الفلسطينية سيكون لهم رأي آخر، وردهم سيكون في التوقيت الدقيق والمفاجئ، وربما سنكون أمام «طوفان جديد» انتقاما للغدر الذي وقع على الشهيد هنية! اغتيال هنية لا يعني نهاية المقاومة فهو المؤمن بأنه سيكون شهيدا في يوم ما، وهذا ما قاله في خطاباته الأخيرة! وأرى أن بنيامين نتنياهو وعبر سياساته الإرهابية الدموية قد أجهض أيّ محاولة للمفاوضات والسلام، وهذا دليل قاطع على أن «إسرائيل» كيان دموي إرهابي يكره السلام ويعشق الحروب والدماء! إن دماء هنية ورفيقه، وإن سالت في طهران، إلا أنها روت شجرة المقاومة والصمود في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة! وللتاريخ فإن هنية قائد حقيقي كان يتقدم جنوده في ميادين السياسة والصبر، وليس قائدا وهميا لا يتحرك إلا بإجراءات أمنية مشددة جدا ومبالغ فيها! رحمك الله يا أبا العبد، والخزي والعار لمَنْ شَمِت باغتيالك، وناصر «إسرائيل»!