16 سبتمبر 2025

تسجيل

جمال الذكر في الوجوه

06 أبريل 2023

يبقى هذا الدين رائعا وعميقا وحريصا على عباده في كل الأوقات والظروف والمناسبات، وعظمته لم تكن الا لعظمة خالقنا وربنا الكريم القريب المجيب سبحانه بعطائه وكرمه وتوفيقه لنكون مسلمين بما ارسل الينا من أنبياء ورسل وبما تحمله سيد الخلق والعباد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مشقة الدعوة والتبليغ واخراج الناس من الظلمات الى النور وبما أهدانا من معجزة عظيمة تسكن لها الأرواح والقلوب من قرآن يتلى ليوم القيامة. •ومن عظمة هذا الدين ان المؤمن فيه فائز وقريب من الخالق متى ما حرص على ذلك القرب من تقرب وعمل بعبادات من صلوات وطاعات واعمال بر وصدقة ومن صوم يجزي الله به الصائم فان الصوم لله يجزي به عباده. •ومن تلك الطاعات السخية والعظيمة والتي تقرب العبد لله ويذكره عنده وتذكره الملائكة.. ذكر الله عز وجل.. وأفضل الذكر تلاوة القرآن الكريم لما فيه من أجر عظيم وثواب ومن سكينة وطمأنينة تتنزل على العبد.. •جمال الذكر ونوره في الوجوه يكون جليا وواضحا لكل عين تبصر وترى ذلك النور المشع من وجوه كبار السن على الرغم من تقدمهم بالعمر ورغم زحف السنين بريشتها لترسم أثرا وتجاعيد.. الا ان شفاههم وقلوبهم الذاكرة لله على الدوام ترسم بريقا ونورا وجمالا.. على وجوههم ويحلو الجلوس عندهم لما يكررونه من ذكر لله طوال جلوسهم. •ومع ذلك يجهل كثيرون ان أفضل العبادات بعد الفرائض الذكر..(ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: 28)، هذه القلوب التي تنشغل بلهو الدنيا وتتعلق بزينة الدنيا ومتعها يأتي لها وقت تتعب وتصاب بالألم والحزن والكآبة.. لانشغالها وبعدها عن الله وروحانية هذا الدين وعظمته، تجدها تبحث عن علاج ودواء يزيل كآبتها وحزنها بما تطرق به أبواب العيادات والمشافي.. وتنسى سرا عظيما وهبة أعظم لما في الذكر من شفاء وطمأنينة.. •متى ما تذكرنا ورجعنا لنحتضن كتاب الله تلاوة، وتدبرا وفهما لمعاني آياته، ولنذكر الله تسبيحا وتهليلا وتحميدا وتكبيرا.. وتأملا في مخلوقات الله وخلق الكون حولنا..تجد الروح والنفس التعبة كمن مسح على آلامها وتعبها لتطمئن وتهدأ وتسكن.. •ألا يحفزنا ويجعلنا نهرول ونعجل اليه سبحانه قول {فاذكروني اذكركم} (البقرة: 152)، يقول احد الصالحين والله اني أعلم متى يذكرني ربي. قالوا: متى؟ قال اذا ذكرته فهو سبحانه يقول في كتابه {فاذكروني أذكركم} ونكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات متى ما ذكرنا الله في الصباح والمساء بالأذكار الشرعية المأثورة عن سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبكل وقت وحين ومكان وحال.. •يذكر ان يوسف عليه السلام أنه لما نزل الجب وهو بئر فيها صخرة وبقية ما حول الصخرة ماء، نزل على الصخرة في الليل ولا رفيق الا الله ولا صاحب الا الله ولا مؤنس الا الله، فأخذ يذكر الله حتى يقول ابن عباس: كانت الحيتان تهدأ في البحر ولا يهدأ هو من التسبيح وكانت الضفادع تسكن من النقنقة ولا يسكن هو من ذكر الله، فحفظه الله لأنه حفظ الله.. •ونبي الله يونس بن متى: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} (الصافات: 143 – 144)، ولا نكون من المسبحين الا ان يجري ذكر الله على ألسنتا في الضراء والسراء. •وأرواح تتوق وتشتاق لزيارة بيت الله الحرام في كل وقت وزمان لأداء العمرة وتحول بينها الظروف.. كان صلى الله عليه وسلم يذكر الله حتى طلوع الشمس وفي حديث يروى «من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت كعدل حجة وعمرة تامة تامة». •آخر جرة قلم: كم من ذنوب ومعاص يرتكبها العبد ليلا ونهارا..كم من حاجات وأمنيات يطلبها العبد..وكم من خذلان ووجع وظلم تعرض له الإنسان..عندنا الملاذ والسلوى والسكينة والطمأنينة بذكر الله.. يقول الله تبارك وتعالى: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم»..اللهم اجعلنا ممن يذكرونك ويستغفرونك ليلا ونهارا وممن أنت سبحانك جليسهم متى ذكرناك.. وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم..