15 سبتمبر 2025

تسجيل

جائحة رايتس ووتش!

06 أبريل 2021

لم نفاجأ كقطريين كثيراً من التقرير الصادر من منظمة هيومن رايتس ووتش، الذي تضمن العديد من الادعاءات الكاذبة والزيف والبهتان، بشأن زعمهم بأن نظام ولاية الرجل التمييزي في قطر يحرم النساء من حقهن في اتخاذ قرارات أساسية متعلقة بحياتهن، وهو ما نفته قطر جملة وتفصيلاً على لسان مكتب الاتصال الحكومي، والتأكيد على تطبيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وبأنها ركيزة أساسية ومحورية في رؤية دولة قطر ظلت وما زالت في طليعة الدول المدافعة عن حقوق المرأة على المستوى المحلي والعالمي. وأوضح مكتب الاتصال الحكومي في معرض رده على اتهامات المنظمة بأن المرأة في دولة قطر تشغل أدواراً بارزة في كل نواحي الحياة، بما في ذلك صناعة القرارات في المجالات الاقتصادية والسياسية، وتتصدر قطر دول المنطقة في مؤشرات المساواة بين الجنسين، بما فيها أعلى معدل لمشاركة المرأة في القوة العاملة، والمساواة في الأجور في القطاع الحكومي، بالإضافة إلى أعلى نسبة لالتحاق الإناث بالجامعات. وتضمن الرد على التقرير إحصائيات وأرقاما ونماذج تؤكد على نيل المرأة في قطر كامل حقوقها، وبُطلان كل هذه الادعاءات الزائفة وعدم المساس بحقوقها بتاتاً. ولعله من الواضح أن هذا التقرير يقف خلفه من يحملون أجندة وأفكارا منحلّة، تهدف إلى المساس بكرامة المرأة المسلمة في المقام الأول، تحت مسمياتهم ومصطلحاتهم التي أرادوا منها بث سمومهم، فيما يتعلق بحرية المرأة وتمكينها والمطالبة بحقوقها، والتي صانها الإسلام قبل 14 قرناً، يوم أن كانت المرأة تُستعبد وتُعامل كالحيوانات عندهم!. والمطلع على الإعلام الغربي يعي تماماً هذه الحملة التي تُشنّ على الإسلام وعلى المرأة المسلمة بالتحديد، من خلال فرض قوانينهم التي يُراد منها انتزاع الحشمة والستر والعفاف عنها، عبر تشريعاتهم الجائرة التي فيها امتهان للمرأة، وتقليل من قدرها، ويدحض ادعاءاتهم بحرصهم على حرية المرأة وعدم المساس بحقوقها. ويتعمد صُنّاع الصورة المشوهة للإسلام والمرأة المسلمة في ترويج هذا التشويه عبر مؤسساتهم الثقافية والإعلامية ومنظماتهم التنصيرية وهيئاتهم وأحزابهم لشعوبهم وجماهيرهم الذين هم أيضاً ضحايا الصورة المغلوطة التي ينقلونها لهم، وبالتالي يخلقون صداماً بين الأديان والثقافات والأعراق لغاية خبيثة في نفوسهم، ومنظمة هيومن رايتس ووتش هي بلا شك إحدى المنظمات التي تُدار بهذه العقلية العنصرية المعادية لحرية الشعوب ودياناتها ومعتقداتها، التي كانت مصونة ومحمية عندما كان المسلمون يصولون ويجولون في العالم، ويفتحون البلدان والأمصار، وينشرون العدل والإنصاف والحرية بين رعاياهم، ولكنهم زيّفوا التاريخ ووصفوا المسلمين أيام الفتوحات بالبرابرة والمجرمين، والحقيقة أنهم من حرروهم من عبودية سلاطينهم وملوكهم، وأناروا بصيرتهم بالعلم والثقافة والفنون، وحتى النظافة والتطيّب علموهم إياها وحصنوهم من انتشار الأوبئة والأمراض جرّاء القذارة التي كانوا يعيشون فيها!. فاصلة أخيرة لا ريب بأن هيومن رايتس ووتش فقدت مصداقيتها، لأنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها دولة قطر، فقد سبق لها أن انساقت لضغوط سياسية من أجل اتهام قطر بعدم حماية حقوق العمال الوافدين في إطار حملة ممنهجة تقودها تلك الدول لتشويه استضافة قطر لكأس العالم 2022!. ‏[email protected]