11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصـوم بأمان يعنـي العيـد باطمئنـان

06 أبريل 2021

بعد أيام قليلة بإذن الله يهل الشهر الفضيل والذي فيه ليلة خير من ألف شهر، لكنه يأتي في ظروف مغايرة أو لأقل مشابهة إلى حد ما من شهر رمضان الفائت، نظرا لما نعانيه من جنوح كبير لجائحة فيروس كورونا بسلالاته الجديدة والخطيرة أيضا في حين يزداد عدد المتوفين لدينا بحيث شهدنا في يومين فقط وفاة سبعة أشخاص مرة واحدة مما مثل لنا صدمة لم نتعداها باعتبار أننا بتنا في صدمات متواصلة بعدما أصبحنا نشهد وفيات يوميا من هذه الجائحة التي استهان ويستهين بها كثيرون ولا يزالون للأسف يؤمنون بنظرية المؤامرة وينشرونها في أوساطهم في تجاهل تام ومستفز لأعداد الذين توفوا جراء هذا الفيروس في العالم بأسره والذين تجاوزوا حاجز المليونين ونصف المليون شخص، وفي هذا الشهر لا يود أحد منا أن يفقد عزيزا، إما بسبب هذا التهاون غير المقبول أو حتى بسبب جهل هذه الفئة التي باتت في تزايد ملحوظ، ولذا فإن أفضل ما يمكننا عمله إلى جانب نية الصيام والقيام والعبادة والالتزام هو نية الوقاية بقدر المستطاع من الوقوع في شباك هذه الجائحة الفيروسية والالتزام التام بكل إرشادات وزارة الصحة ووزارة الداخلية والحرص في التقيد بالتباعد الاجتماعي الذي قد يكون ساقطا من حسابات الكثيرين الذين يلتزمون بلبس الكمامة لكنهم لا يولون اهتماما للمسافة الآمنة في الأسواق والجمعيات، إما بتجاهل متعمد أو بجهل غير متعمد وفي كلتا الحالتين فهم معرضون لخطر الإصابة والدخول في متاهات التعافي التي قد تكون متيسرة وتصل بهم لباب الخروج أو معقدة قد لا تصل بهم أبدا لهذا الباب أو أن يصله بعضهم بشق الأنفس وفي جميع الحالات هناك معاناة تتفاوت شدتها بين شخص وآخر ويشعر الجميع بأن نعمة الصحة تتلاشى أمام معاناة المرض والتعب والإرهاق والإحساس الفعلي بأن الروح قد تغادر الأجساد في لحظة ويبقى صاحبه مجرد رقم يوضع في الإحصائية اليومية لمستجدات فيروس كورونا وعليه لا يجب أن نصل إلى هذا الشعور المؤلم إن كان السبب الرئيسي في كل هذا هو استهتارنا بأن كوفيد - 19 حقيقة ووباء دخل عامه الثاني ولا يبدو أنه على عجلة من أمره ليفارقنا هذا العام، ويجب علينا جميعا ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك أن نحرص على التباعد الاجتماعي والعائلي لنضمن التقارب الأُسري شهر رمضان القادم بحول الله لا فاقدين ولا محرومين كما ندعو بذلك دائما في طليعة كل رمضان من كل عام. لا أخفيكم فأنا شخصيا قد عدت للحظة الصفر منذ تفشي هذا الوباء في مجتمعنا في ملاحقة الإحصائية اليومية الرسمية التي ينشرها موقع وزارة الصحة العامة في حسابها الموثق في تويتر وكأن الأيام تعود بي للعام الماضي حينما بدأ فيروس كورونا ينتشر بصورة مذهلة والموجة الأولى تصيب الكثيرين وأتابع بشغف أعداد المصابين وأدعو لهم بالشفاء العاجل بينما أترحم على الذين توفوا جراءه متمنية لأُسرهم صبرا وسلواناً على ألم الرحيل المفاجئ حتى بدأت مع انحسار الموجة الأولى أتغافل عن متابعة هذه الإحصائية دون أن أتهاون لحظة واحدة عن التقيد بما كانت ولا تزال وزارة الصحة تدعو له المواطنين والمقيمين والزائرين لها التقيد به تماما حتى جنحت بنا الموجة الثانية وهي الأصعب والأكثر قسوة من الجائحة، فعادت لتحصد أرواحا أكثر وتصيب أعدادا أكبر نظرا للسلالات الجديدة التي غافلتنا على حين غرة فأثقلت كاهلنا الصحي بشكل غير مسبوق حتى بتنا نخشى من تأثر هذه المنظومة، نظرا لما باتت عليه غرف العناية المركزة من احتواء أعداد كثيرة من الحالات المرضية الحرجة التي تحتاج لأيام تزيد على الاسبوعين مقارنة بما كانت تحتاجه سابقا والذي كان لا يتجاوز خمسة أو ستة أيام لمغادرة المستشفى ككل، ولذا دعونا نصوم بطمأنينة لنعيش عيدا بطمأنينة أكبر وليكن شكرنا لكل جهود الدولة بالتزامنا.. هذه أمنية قابلة للتحقيق إن كانت تراود الجميع كما تراودني !. ‏[email protected] ‏@ebtesam777