26 أكتوبر 2025
تسجيليتخوف الكثيرون اليوم من أن يقبل شهر رمضان المبارك ولا يزال خطر فيروس كورونا المتفشي في أكثر من 188 دولة بالعالم ينذر بالمزيد لا سيما واننا بتنا على مشارف أيام قليلة من شهر كريم ينتظره المسلمون في كافة أنحاء العالم كل عام وسط تزايد في أعداد المصابين بهذا الفيروس الذي لم يرحم أحدا ولا يزال يحصد من الأرواح ما يجعل الجميع في توجس وانتظار لساعة الصفر التي تعلن انحسار هذا الوباء من العالم بأسره بعد فشل جميع الأخبار المتداولة حول اكتشاف لقاح ناجع له من إثبات فاعليته في القضاء عليه ولذا يبقى الأمل بالله وبقدرته في أن يرفع عنا خطر هذا الداء وخطر هذا الوباء وشدة هذا البلاء وثقل هذا الابتلاء قبل أن تقبل الساعات الأولى من شهر رمضان الكريم الذي تترقب القلوب فيه لصلوات كثيرة وابتهالات عميقة في جوف المساجد ولنداء تكبيرات صلوات التراويح للمصلين من أن يقبلوا إلى رحابها راكعين وساجدين ومهللين مكبرين وملبين لهذا النداء الإلهي الذي أصبح المسلمون اليوم يسمعونه من المآذن دون أن يسرعوا الخطوات كعادتهم إلى عتبات المساجد ليصلوا فيها بسبب مخاطر هذا الوباء الذي أغلق أبواب المساجد بل وأغلق صحن الكعبة المشرفة من أن يضم المعتمرين وهم يطوفون بالكعبة ملبين مهللين ومكبرين وداعين لله ومنع المصلين من أن يصلوا بالحرمين الشريفين وكأنها رسالة من الله لنا والذكي الذي يعتبر من الدرس هذا هو من سيخرج بالفائدة العظيمة من وراء درس هذا الفيروس ولعلنا منذ الآن نعتبر !. بالأمس خرج أحد السعوديين ويدعى ( عثمان العمير ) وهو صُحفي من ( إيلاف ) بأنه في حال رفع فيروس كورونا ( كوفيد – 19 ) وتيرته فإن التوقعات تقول انه ( لا رمضان هذا العام ولا حج وإلا سيكون هناك اجتياح لوباء عظيم في المنطقة ) فما دخل الصوم وشهر رمضان بهذا الوباء يا سيد عثمان ؟! والمصيبة لا تتوقف عند كلامه هذا بل إن هناك من وافقه في هذا ! فالمنطق يقول ان الوباء قد يمنع الحج وهذا وارد جدا في حال استمر انتشار الفيروس بنفس المعدل الذي تحذر منه منظمة الصحة العالمية والمراقبون في مختلف دول العالم ووصل إلى تحذير القارة السمراء والدول الإفريقية التي تقع في جنوب القارة أن تتهيأ للأسوأ ما لم تقم باستعداداتها التي لا تمتلك معظم هذه الدول القليل منها وخصوصا حين يتعلق الأمر بالاستعدادات الصحية وإقامة حظر تجول والاكتفاء الغذائي لجميع شعوبها ولكن كيف يمكن لهذا الوباء أن يمنع رمضان من أن يمر بصوم وصلاة وتعبد واعتكاف وقراءة القرآن الكريم في المنزل يا هذا ؟! كيف لا رمضان هذا العام وهذا الركن الأساسي من أركان الإيمان يمكن أن يقام كله وأنت في البيت ولا يمنع عدم الذهاب للمسجد أن يخل بأي ركيزة من ركائزه القائمة على الصوم والصلاة والعبادة وتلاوة القرآن ؟! فهل بتم تعرفون اليوم لأي درجة وصلنا من التفاهة يا سادة ولأي درجة أوصل هذا الفيروس بعض العقول للإفتاء اللا معقول الذي جعل أيضا بعض الحكومات أيضا تصل للدرجة أن تسجن وتقيل أشخاصا لمجرد أن تغريداتهم لم تعجبها كما حدث للداعية صالح المغامسي إمام مسجد قباء في الحرم النبوي بالمدينة المنورة الذي طالب حكومة السعودية أن تفرج عن بعض المسجونين الذين لم يحدد جرمهم خشية أن يتفشى فيروس كورونا بالسجون ورغم أن المغامسي قد وصف تغريدته هذه بغير الموفقة وبرر أنه كان يقصد المسجونين بمخالفات بسيطة إلا أن المسؤولين المعنيين رأوها كبيرة في حقهم وجرما لا يغتفر من هذا الشيخ الذي تحول من شيخ يلمس قلوب المسلمين من قراءته ودعائه ودروسه إلى مادح لحكومته التي أقالته من إمامة المسجد ولم ينفع مديحه لا ببقائه ولا بقبول اعتذاره وتعيين مطبل آخر بادره أحد المتابعين بالقول: ( لو دام التطبيل لغيرك ما وصل إليك ) لذا لا تجمح لا بتطبيل ولا بقول ولا بفعل واجعل الإيمان فيما كتبه الله لنا وهيأوا أنفسكم لشهر كريم قادم ستكون صلواتنا فيه في المساجد بفضل من الله أو بالبيوت برحمة منه والحمد لله أولا وأخيرا. [email protected] ebtesam777@