18 سبتمبر 2025

تسجيل

العيش في الهامش

06 أبريل 2020

كنت ومازلت أعتقد أن الحياة تبدو أوضح عندما تبتعد عن تيارها العام الذي يتسابق الناس لركوب موجته، لأنه مجال واسع للتظاهر والزيف، بينما النظر إليها من الهامش يجعلك أكثر صدقاً مع نفسك، وأكثر قدرة على رصد حقيقتها. لذلك حرصت في كتاباتي رصد الهامش المغفل عنه والبعيد عن إدراك وأعين المنشغلين بالتيار العام؛ سواء كان على شكل منصب أو وظيفة أو جاه أو ثروة أو إرث تاريخي. لذلك جاءت سلسلة نماذج إنسانية التي كتبتها مؤخراً، وهذه المذكرات كذلك رصدا في معظمها للهامش وللشخصيات الإنسانية التي عاشت في الهامش بعيدا عن أعين الناس. في اعتقادي أن الإنسان يعيش ذاته الحقيقية مع العزلة والتفكر في الاعتزال يتخلق الوعي الحقيقي لدى الإنسان الذي ينجز الشعور بالمسؤولية. اليوم نحن نعيش عزلة مطلوبة ومفروضة على مستوى العالم أجمع، علينا جميعاً أن نعيش الهامش الذي اغفلناه في حياتنا الصاخبة، وأن نتحوط من هامش أصغر لم نفكر فيه مطلقاً ؛ وهو هذا الفيروس الصغير، كثيرا ما نصف البعض بأنه يعيش على الهامش أي بلا أي تأثير ولم ندرك مطلقاً أن الهامش مجال واسع ورحب حينما تصبح الحياة من كثر مركزيتها خطراً يهدد من عليها من البشر. [email protected]