27 أكتوبر 2025
تسجيلقصص جميلة ومعبرة لابد للمرء أن يمعن النظر فيها لعظم ما تحويه من بلاغة، فكثير من تلك القصص يمدنا بها أصدقاؤنا ويطلبون منا نشرها لتعم الفائدة بمضامينها السامية التي تحويها، مثل تلك القصص الرائعة التي أرسل بها أحد القراء الأعزاء بعنوان "هل أنا حرامي؟" يحكي في هذه القصص مواقف جديرة بمشاركة قرائنا الآخرين فيها لتعم الفائدة:القصة الأولى: طبيب عربي سافر إلى دبلن بإنجلترا لامتحان الجزء الأول من تخصصه الطبي وكانت رسوم ذاك الامتحان هي 309 جنيهات إسترلينية، ولأن الطبيب لم يجد خردة فقد دفع 310 جنيهات. بعد مدة جاءه خطاب من كليته بعد أن عاد من إيرلندا، وفي طي الخطاب شيك بجنيه واحد مع الإيضاح للطبيب أنه كان قد دفع للكلية 310 جنيهات مع أن الرسوم هي 309 جنيهات فقط.القصة الأخرى: في العام 1968 حين كانت بلده في بحبوحة من العيش الرغيد كان قد اشترى سيارة لوري بدفورد صنع إنجلترا من وكيل الشركة في بلده بملبغ 2400جنيه، حين كانت الحياة في أوان العز والترف. وبعد نحو أربعة أو ستة أشهر وصل خطاب من الشركة يبلغه أن المصنع اﻹنجليزي قد أفادهم في خطاب، به من الاعتذار ما يخجل بسبب وجود خطأ في تكلفة التصنيع، وأن الثمن الحقيقي للوري هو 2370 جنيها فقط. وعليه ترجو إدارة المصنع مني الاتصال بالشركة حتى أسترد منها ثلاثين جنيها فارق السعر. يقول: طبعا سعدت إلى حد الطرب، ليس ل30 جنيها التي هبطت فجأة في جيبي بل لتلك الأخلاق العالية والأمانة النادرة التي يتمتع بها المواطن البريطاني، وحزنت إلى حد البكاء لبني وطني وهم يخالفون تعاليم دينهم الذي يحثهم على الأمانة والصدق ويحرم عليهم أكل أموال الناس بالباطل.القصة الثالثة: في العام 1978م وأيضا كان ذلك في أيام العز وكنت في زيارة للندن أقيم في منطقة بادنجتون وأركب يوميا قطار الأنفاق، وكنت أمر يوميا على كشك سيدة إنجليزية عجوز، أثرثر وأتونس معها يوميا، ثم أشتري لوح شوكولاته بمبلغ 18 بنسا، كانت تلك العجوز ترص ألواح الشوكولاته على الرف وتضع ﻻفتة صغيرة مكتوبا عليها ثمن السلعة، جئتها يوما كالعادة وفي أثناء الونسة لمحت أنها قد وضعت على رف آخر ألواحا من الشوكولاتة ولكنها تحمل ﻻفتة سعر آخر وهو 20 بنسا، وهي موجودة بجوار الرف الآخر الذي توجد عليه ﻻفتة السعر اﻵخر ثمانية عشر بنسا .سألت المرأة: اليوم أرى عندك نوعا جديدا من الشوكوﻻته. أجابت في اقتضاب: نفس النوع لكن بسعرين مختلفين أحد الأرفف يحمل 18 بنسا، والرف الآخر يحمل 20 بنساً؟ لأن هناك مشاكل في نيجيريا التي يأتي منها الكاكاو، وهذا هو الثمن الجديد حيث عندما ينفد السعر القديم سوف يشتري الناس بالسعر الجديد، هنا قلت لها في غفلة وبلادة ولا مبالاة: لماذا لا تخلطين النوعين معا وتبيعين بالسعر الجديد، مالت نحوي بفزع وهي تهمس: هل أنت حرامي؟ تبا لأمة لا تخشى الله في بضاعتها، فكم من التجار لدينا يكدسون السلع في مخازن السكر واﻷرز واللبن والزيت وغير ذلك، وعندما يرتفع السعر يبيعون بالسعر الجديد وبأعلى اﻷثمان. في أي سقر أو جحيم سينقلبون إنهم سيواجهون أمراً عظيما في ذاك اليوم الرهيب. اعتبروا يا أولي الألباب . وسلامتكم