11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ بدء نظام المدارس المستقلة في دولة قطر في 2004، ونحن نستبشر خيراً بالتجديد والتحديث في التعليم، وخاصة في ما يتعلق بالمباني والمنشآت والأدوات التعليمية، التي تعد مفخرة لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، فكان القرار الصائب حينها من لدن حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالبدء في النهضة الجديدة للدولة.مع البدء الفعلي لممارسة نظام المدارس المستقلة في الدولة، تم تغيير المسمى من وزارة التربية والتعليم إلى المجلس الأعلى للتعليم، حينها استغرب الجميع من عدم وجود كلمة التربية في التعليم، ثم رأينا شيئا فشيئا الصلاحيات الكاملة التي أعطيت لمديري التراخيص في المدارس المستقلة، في أغلب المجالات الخاصة بإدارة العملية التعليمية داخل المدرسة، بعدها تتابعت القرارات التي كانت تركز على المناهج المقدمة، والمواد التدريسية، وما هي الآليات لعملية التعليم، والتركيز على التحصيل العلمي، وكل ما يتعلق بالأمور الفنية والتخصصية... إلخ، ناهيك عن التطبيق تارة والإلغاء تارة في كيفية تدريس المناهج للمراحل التعليمية، وما هي الاولويات؟على العموم كانت التجربة خلال السنوات الماضية حقلا مليئا بالتجارب والاختبارات بقصد تحسين الأداء والنوعية في العملية التعليمية، وبهدف خلق جيل واع ومتعلم، يعتمد على البحث العلمي المنهجي والفكر الإبداعي المتجدد، وذلك لتحقيق رؤية قطر 2030 في كافة المجالات.الطبيعي والمنتظر لكل نهضة وتطوير في أي مجال، وجود مخرجات كمية ونوعية لكل ما تم عمله، والمتفق معي أو المختلف يرى جلياً أن النتائج المرجوة لم تكن بالمرضية، ولا بأقل الطموحات والتطلعات التي ننشدها جميعا، بل إن النتائج أنتجت جيلا البعض منهم يتصف بالاتكالية المفرطة، وانه جسد بلا روح، وعقل لا يفكر، ولسان يفتقر للتهذيب، وتعامل فقير الاحترام، وسلوك شائن لا ينتمي للتعاليم الإسلامية والتربوية، التي أسسها محمد بن عبدالله الرسول الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم حين قال: "أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق".إنني كمواطن لا انتظر من القائمين على العملية التعليمية اعترافا بفشل بعض التجربة، أو أنهم لم يكونوا على دراية كافية وتخطيط كاف بمعطيات وإيجابيات وسلبيات تطبيق نظام المدارس المستقلة، ولا اريد تبرير وشرح إخفاقات المرحلة السابقة؛ لأنني أؤمن بمبدأ عدم تذكر ما فات إلا في حالتين، الحالة الأولى صور جميلة وأحداث أجمل تدفعني للأمام، والحالة الثانية حدث استفيد منه للعبرة والموعظة لمستقبل مشرق.ما لا يدرك كله لا يترك جله، بالفعل نحن نرى ما يحدث من إحلال وتجديد وتطوير في العملية التعليمية الآن، والمحاولة لتدارك الأخطاء السابقة، ومعالجة أماكن الخلل وقطع الطريق عن من يريد أن يضع العصا في دولاب الإنجازات، ولن يظهر هذا التطوير والتعديل إلا بعد 15 سنة من الآن، لذا أرجو من المسؤولين عن التعليم إشراك أولياء الأمور والمجتمع المدني في اتخاذ قراراتهم التي تمثل مستقبل أمة وأمل جيل بالكامل، يكفينا تعريض أبنائنا لتجارب القرارات الفردية والأهواء الشخصية والمصالح المقيتة.مكارم الأخلاق تحتل أكبر مساحة من الدين، بل إن الدين كله خلق، فإذا انتفى الخلق ذهب الدين، والتربية قاعدة التعليم فاذا انتفت التربية "لا خير في علم بلا تربية".والسلام ختام.. ياكرام