15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في إحدى الدورات التدريبية دخل المدرب الدولي المعتمد من العديد من الجهات الأكاديمية والدولية الحاصل على درجة الدكتوراه، وقف في منتصف المكان مرحباً وقبل أي شيء وضع على شاشة العرض ميثاق العمل لا هواتف لا مقاطعة حتى ينتهي، وبدأ يشرح باستفاضة وبكل ثقة وهو ينتقل بعينيه لكل واحد من الحضور مستعرضاً خبراته على مدى السنين الماضية في كل ما يتعلق بالتدريب والتأهيل وقد أعد نفسه جيداً محصناً نفسه بالعديد من التقارير والإحصاءات والأمثلة فينتقل بين ورقة وأخرى ويكتب تارةً على اللوح أو يشير إلى معلومة على شاشة العرض، ختمها بشكر الحاضرين على حسن انتباههم معلناً عن استقباله لأي أسئلة منهم.بدأ الحاضرون بشكره ومعها انهالت عليه الأسئلة وهو يجيب على السؤال الأول فالثاني فالثالث، أما السؤال الرابع هو حقيقة ما جعلني أكتب هذا المقال، فانتبه عزيزي القارئ إلى هذا..بعدما تلقى الدكتور ذلك السؤال وقف بصمت مفكراً، فابتسم وقال لا أعلم.. لعل هناك أحد منكم يساعدني ويملك إجابة عن هذا السؤال.."لا أعلم".. في عالمنا اليوم يندر سماع هذه الكلمة وأصبح الجميع عالماً بكل شيء، كل يدلو بدلوه في أي موضوع لا يعلم وطء قول ما يقول ولكن همه أن لا يظهر دون معرفه أمام من حوله.وتساءلت في نفسي لما لم يحاول هذا الدكتور البحث عن إجابة أو يلتف كما يعلمنا البعض اليوم تقنيات وتكنيكيات التهرب من السؤال بطريقة ذكية كما يصفونها على أن لا تقل لا أعلم، مؤكدين مدى سوء ذلك أمام المستفسر وأنه لابد من أن تكون لديك إجابة حاضرة لمن يسأل.ولكن ذلك الدكتور لم يكن مهتماً بتاتاً برأي الغير به، وقد قالها بكل ثقة واعتزاز "لا أعلم" ذلك لأنه يحترم مقام العلم وأنه لم يأتي ليتباهى أمام الناس وإنما أيضاً ليتعلم منهم فلا حدود للعلم والمعرفة.من قال لا أعلم فقد أفتى..كنت مثل الكثيرين أخجل من تلك الكلمة واعتقدت أن فيها إهانة لنفسي، ولكن اليوم أوقن تماماً أن تلك الكلمة ما هي إلا تشريف وفخر وتواضع ومسؤولية، فقل لا أعلم وابحث عن الإجابة..