14 سبتمبر 2025

تسجيل

اعترافات قاتل اقتصادي

06 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نحن اليوم أمام كتاب "اعترافات قاتل اقتصادي"، والذي حقق أعلى المبيعات في الولايات المتحدة والعالم وترجم إلى ثلاثين لغة أجنبية، منها اللغة العربية وذلك بعنوان "الاغتيال الاقتصادي للأمم".ومؤلفه هو الخبير الاقتصادي الأمريكي "جون بركنز" كبير الاقتصاديين في شركة مين الأمريكية، والذي كانت وظيفته الرسمية "قاتلاً اقتصادياً" كما يسمي نفسه (بالإنجليزية Economic Hit Man:)، وهي إحدى الشركات الاستشارية التي تمثل وسيطا بين رؤساء وحكومات دول العالم الثالث من ناحية، وبين مديري شركات اقتصادية أمريكية عملاقة، وسياسيين، وصناع قرار، يسعون لبناء إمبراطورية أمريكية عالمية أطلق عليهم مصطلح الكربوقراطية Corpocratoracy.يطلق مجازاً تعبير الشركة الأمريكية Corporate America على المنظمة التنسيقية المشتركة للشركات الأمريكية الكبرى والتي تشكل عصب اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، وقاعدتها الرئيسية لبناء مجتمع الرفاه حسب المفاهيم والأصول التي رسختها تلك الشركات، حيث قال رئيس إحدى تلك الشركات الكبرى: "ما هو في صالح جنرال موتورز، فهو في صالح أمريكا"، وتلك الشركات فرضت نفوذها وهيمنتها على باقي المؤسسات الأخرى السياسية والعسكرية والمخابراتية والإعلامية، فالمصالح الخاصة لتلك الشركات هي بمثابة المصالح العامة لأمريكا ككل.ويعرف جون بركنز القتلة الاقتصاديين بأنهم: خبراء اقتصاديون محترفون ذوو أجور عالية، مهمتهم سلب ملايين الدولارات من دول عديدة في العالم بالغش والخداع لتحويل المال من هيئات المساعدات المالية الدولية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهيئة المساعدات الأمريكية USAID إلى خزائن الشركات الكبرى وجيوب حفنة من العائلات الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية للكرة الأرضية ووسائلهم لتحقيق ذلك، تشمل اصطناع التقارير المالية وتزوير الانتخابات والرشاوى والابتزاز والقتل والانقلابات العسكرية في زمن العولمة.ويقول بركنز: مثل نظرائنا من رجال المافيا، نؤدي نحن قراصنة الاقتصاد بعض الخدمات، كمنح قروض لتنمية البنية التحتية، وبناء محطات لتوليد الكهرباء، ومد طرق رئيسية، هذه القروض مشروطة بأن تتولى شركات أمريكية هندسية وإنشائية هذه المشروعات، جوهر الأمر هو ألا يخرج القدر الأكبر من أموال القروض من الولايات المتحدة، بل تنتقل من مكاتب البنوك في واشنطن إلى حسابات الشركات الهندسية في الولايات الأمريكية المختلفة.ويحقق قرصان الاقتصاد أكبر نجاح عندما تكون القروض كبيرة لدرجة تضمن عجز الدولة المستدينة عن سداد ما عليها من ديون في ظرف سنوات قليلة، وتتضمن قائمة طلباتنا من الدولة المستدينة: السيطرة على تصويت الدول في الأمم المتحدة، أو إنشاء قواعد عسكرية، أو الهيمنة على موارد الثروة كالبترول أو قناة بنما. وبالطبع يبقى المستدين بالدين مثقلاً بالدين، وبذلك يضاف بلد آخر إلى إمبراطورية أمريكا العالمية.إنه كتاب مهم بما يحوي من حقائق وروايات أتت من أعماق واقع مخفي وغير معلن.. ظاهره المساعدات والمبادئ النبيلة وباطنه احتلال من نوع خاص لثروات الأموال.. إنها اعترافات قرصان اقتصادي كتبت بمداد من مستقبل أجيال ودماء شعوب وأحلام أمم.