27 أكتوبر 2025
تسجيل(نجاح قطري) هو ملتقى انبثقت فكرته عام 2017، وانطلقت أول نسخة منه في إقامة الفعاليات والمؤتمرات من خلال رؤية قطر الثابتة 2030 والمتمركزة حول الطاقة الشبابية وتمكينها من الريادة في تنظيم الفعاليات التي تنظمها الدولة، وهي فكرة أسسها السيد فيصل خالد العتيبي، ويُعنى برئاسة اللجنة المنظمة الشيخ محمد بن نواف آل ثاني، وأنا هنا لا أود أن أتعمق كثيرا في جهود اللجنة وأعمالها، فما تقدمه كل عام أمر واضح وملموس ويكتب عنه كثيرون، ولذا دعوني هذه المرة أتحدث عن نشاط واحد من ضمن نشاطات (نجاح قطري) وهو أمر ينزوي تحت مسؤولياتها في اختيار (مؤثرين في المجتمع) ليكونوا سفراء لهذه اللجنة، بل إن العمل امتد لاختيار فائز واحد منهم لتقديم درع وجائزة له وامتيازه بلقب الفائز لملتقى نجاح قطري للعام كأكثر الأشخاص تأثيرا في المجتمع، وهذا العام تكررت المنافسة بين ما يمكن وصفهم بالمشاهير، وإن كنت لا أحبذ هذه الكلمة، باعتبار أن الجميع له دوره في المجتمع ويرى نفسه مؤثرا في مجاله، ولكن لنقل إن هذه الفئة حظيت بعوامل ساعدت على شهرتهم باختلاف مجال كل شخص فيهم، لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت في شهرة الغث والسمين للأسف دون عمل تصفية للبعض ممن أساء استخدام شهرته لما فيه صلاح مجتمعه والفئة الموجه لها ليس في قطر فحسب وإنما في العالم بأسره. ولنعد إلى موضوعنا فهذا العام أطلق (نجاح قطري) مسابقته في اختيار أكثر الأشخاص تأثيرا في المجتمع وأتابع تنافس هؤلاء على الفوز باللقب ولكن من أي زاوية يحاول بعض هؤلاء الفوز باللقب؟! قد يكون سؤالا متأخرا بعض الشيء باعتبار أن هذا المقال سوف يكون منشورا وقد تم الإعلان عن اسم الفائز الذي نام قرير العين وسعيدا بحصوله على اللقب وبالهدية القيمة التي حصل عليها، ولكني أنوه بما أراه حتى هذه اللحظة من أن الطريقة التي ينتهجها البعض في تسويق اسمه للتصويت هي طريقة خارجة عن معنى التأثير الذي عُنيت به المسابقة، فالأغلبية يحث أصدقاءه وأهله وعيال أعمامه وأخواله ويحتزم بأبناء القبيلة للتصويت له، وكأن الأمر أصبح هو أن يصوتوا له وقد يكون منهم من هو غير مقتنع بأن هذا الشخص لا يمثل التأثير المطلوب الذي يلبي حاجة المجتمع منه، بل إن واحدا منهم قد دعا متابعيه للتصويت له من هواتف (العمالة المنزلية) التي في بيوتهم فالمهم هو أن يفوز ويحظى باللقب، وكأن الأمر بات تنافسيا في شحذ الأصوات لمجرد الفوز دون أن يقتنع هو نفسه بأن التصويت يجب أن يقوم على مدى ما يقدمه هذا الشخص ويؤثر بالإيجاب والنفع على المتلقي أو المتابع وليس بتوسل التصويت بهذه الصورة التي لا تخدم المسابقة نفسها، فليس من المعقول أن يخرج شخص كل تأثيره يقع في التهريج إن صح القول والترويج للمطاعم التي يكون منها مطاعمه وفروعها المنتشرة في الدوحة، ويكون محتواه فارغا من أي شيء يمكن للمتابع أن يستفيد منه سوى في أن يضيع وقته للترفيه في متابعته، ثم يفوز باللقب؛ لأن الآلية التي قامت عليها عملية التصويت هو من شحذ المتابعين والأصدقاء والأهل والمعارف والقبيلة، وربما يكون حتى هذا القصور من المتابعين أنفسهم الذين يرون في هذا الشخص تميزا لكنه لا يمكن أن يرقى لمعايير التأثير الذي يمكن لي ولغيري وآلاف مثلنا أن يصوت له. ولذا علينا أن نهذب من سياستنا كأشخاص لنا متابعونا الذين يمكن أن نؤثر فيهم التأثير الطيب والفعال، وكمتابعين أيضا يجب أن ترقى ذائقتنا لمتابعة من يستحق للاستفادة، وليس لإضاعة وقت يمكن أن يحسب من أعمارنا ونُسأل عنه فيما كان وبما أضعناه، فلا تستهينوا بالصغائر فتأتيكم الكبائر عجلى!. @[email protected] @ebtesam777