14 سبتمبر 2025
تسجيلمن الصعب أن تستيقظ من نومك وأنت لا تعرف أين أنت ومن أنت ومن هؤلاء الذين حولك وينادونك باسم لا تعرفه وترى حولك أناسا لا تعرفهم ولكنهم مبتسمين مرحبين بك، وبمجرد أن تسألهم من أنتم؟ إلا وعلامات التعجب والاستغراب على وجوههم لماذا لا تدري !؟ ومن نراهم يتهامسون ويبتعد بعضهم في همسات جانبية ويقدمون لك الطعام والشراب، وعندما تحاول أن تذهب لغرفتك يرافقك احدهم ويسأل ماذا تريد ؟ وعندما تحاول تغيير ملابسك يسأل أين تذهب ؟!وأنت تدور حول نفسك وفي النهاية تلقي بها على الفراش لتدخل في نوم عميق لا تريد أن تصحو منه.!! ترى أحدهم يوقظك ويحاول تبديل ملابسك استعدادا للخروج وتستسلم وكأنك في حلم أو نوع من السبات ويأخذك إلى مكان لا تعرفه، فيه أناس رجال ونساء يرتدون اللون الابيض ومن ثم يأخذك إلى أحدهم في غرفة يتحدثون معه بعيدا عنك ويعطيهم ورقة ونخرج لتبدأ حلقة جديدة من اللاوعي والدهشة وعدم معرفة من حولك وقد تعتقد أنهم أحيانا والدك أو والدتك ولكنهم ليسوا كذلك وتعيش في ذهول لا حدود. هكذا أصبح حالها بعد أن كانت تملأ الحياة من حولها نشاطا وضجيجا وأوامر وأداء للفرائض وقراءة للقرآن وصوما والقيام بواجبات القرابة وصلة الرحم وعمل الخير بجانب ما كانت تؤديه من عمل كونها في منصب وصلت إليه بجهدها وامكانياتها تلقي الاحترام والتقدير من كل من حولها، يقف لها الجميع بمجرد دخول أي تجمع أو زيارة، اسمها له رنة يعرفها الجميع، تجمع صديقاتها في بيتها الذي جعلته حياتها وحرصت أن توفر به احتياجاتها، عرفتها وكانت معرفة خير طيبة بسيطة تستقبلك بالبشاشة والترحيب وترفع من شأنك وتجعلك وكأنك الوحيد الموجود عندها لكل أحد تقدير خاص ومعروف يعرفها الجميع ويكنون لها كل المحبة وما زال الكثير من الناس يتذكرها بكل حب وإخلاص تفتقدها مجالس العزاء والفرح والزيارات، تشعرك أنك العزيز الوحيد لديها، تحب مرافقتك وتأنس بمن حولها وبك، ذاكرتها كانت يضرب بها المثل ولكن قدر الله وما شاء الله فعل لتغيب عن هذه الدنيا رغم وجودها فيها ولكن لم ولن تغيب عن قلوبنا وستظل هي الهامة الكبيرة التي لها التقدير والحب، ثبتها الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وجعل ما أصابها حسنات تضاف إلى ميزان حسناتها.