16 أكتوبر 2025
تسجيلإن أكثر ما أتعجب منه هو بعض المتصدرين من المدربين والمعلمين والمثقفين الذين يطالبون الناس بالمثالية، وتغيب عنهم الحقيقة المطلقة، وهي أنه لاتوجد مثالية في العالم! فتجد الكثير من المدربين والمتخصصين قد بالغوا في وضع صفات للقائد لدرجة تجعلك على ثقة أنك لن تصل أبداً لهذه المرحلة. فهو يصور القائد وكأنه ملاك يتصف بالشجاعة والذكاء وسعة الأخلاق والصبر والحكمة و و و... إلخ من الصفات الإيجابية، ولكن في الواقع ترى غير ذلك، فتجد أن شخصا "هلفوتا" استطاع أن يقود ملايين البشر لمجرد أنه يجيد الكلام العاطفي الذي "يبدو" صحيحاً، وتاريخياً تجد جنوداً قضوا نحبهم في معارك لايعرفون سببها، والتي ربما كانت إحدى نزوات الملك. سمعت أحدهم يهاجم آخر (من نفس دولته) بسبب أن الآخر تخرج من تخصص، ثم قضى حياته في تخصص آخر وبرع فيه، وفي لقاء آخر وجدته يمتدح أفكار شخص غربي، بالرغم من أن ذلك الغربي كان يتحدث في غير تخصصه! أو مثل ذلك الذي يطالب المجتمع بإعلاء قيم المدنية والمساواة، ثم بعد شهر تجده دخل جدالاً في وسائل التواصل الاجتماعي وبدأ يصنف كل من يختلف معه بأنه من قبيلة أقل شأناً منه ويشكك في وطنيته! حضرت دورتين للتخطيط الشخصي، وعندما جاء الحديث عن تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف الشخصية، قال الأول: علينا أن نضع أهدافاً لتقوية نقاط الضعف، حتى نجعلها قوية، بينما قال الآخر: علينا الاستثمار في نقاط القوة، ونتحالف مع أشخاص يملكون مالا نملك من مهارات وإمكانيات. أي أن الثاني يقول إن علينا أن ننطلق الآن إنْ كنا جاهزين، بينما الأول يقول إن علينا أن ننتظر وننتظر حتى نتخلص من جميع العيوب، فأي منهم كان طرحه منطقياً؟ [email protected]