12 سبتمبر 2025
تسجيلمقابلة السيد (ضاحي خلفان) رجل الأمن ذي الخبرة والمعرفة الأمنية، في إحدى القنوات الخليجية، ناقضت نفسَها بنفسِها!؟ وما كنتُ أريد التطرّق لها، لولا أن رائحة الكذب والاجتراء على حقائق التاريخ، وحقائق الجيرة، وغسل الأدمغة – الذي انتقده السيد ضاحي خلفان – بدت واضحة في تلك المقابلة. فالرجل يقول: " إن قطر لا تريد كفَّ الشر، صبرنا عليها خمسة وعشرين عامًا، من الهجوم علينا وعلى حكامنا، برامجها (غسيل أدمغة). وهنا لنا وقفة! لأن الكلام غير دقيق، بحكم أن دولة قطر دعت إلى طاولة الحوار بعد حصارها من قبل " الأشقاء"! ودعا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أكثر من مرة إلى حلّ المسائل عبر الحوار، كما دعا إلى ذلك كلُّ الرسميين القطريين. ولكن أطراف الحصار لم تستجب لتلك الدعوات، بل وتجاهلت مساعي سمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت، الذي أخذ على عاتقه - مشكورا- عمليةَ رأبِ الصدع الناتج عن حصار الدول الثلاث لدولة قطر. أما قوله: " قطر لا تريد كفّ الشرِّ عنا وعلى حكامنا". فهو قول مردودٌ عليه، لأن الإعلام القطري، لم ينزلق إلى ما وصل إليه الإعلام في الدول الثلاث، وقطر لم تُخطط لمحو دولة شقيقة من الوجود!؟ ولم يصدر عن أي مسؤول قطري ما يُعتبر هجوماً على بلد السيد ضاحي، أو على أي من حكام الإمارات، وكان يجب على السيد ضاحي الإتيان بشواهد لما ذهب إليه، ونحن – في مقالاتنا – لا نتطرق إلى الحكام، ولقد دعانا صاحب السمو أمير البلاد يحفظه الله إلى عفّة اللسان، والارتقاء بالخطاب الإعلامي في أكثر من مناسبة، وإن كنا نُدين الحصار الجائر، وأنه لا يجوز أن يحدث بين " الأشقاء!. وأود تذكير السيد ضاحي بما قاله سمو أمير دولة الكويت في نيويورك العام الماضي في مؤتمره الصحفي!؟ ( لقد أوقفنا العملية العسكرية)!؟ هل يتذكر السيد ضاحي هذا الكلام!؟ ومن صبر على الثاني !؟ كما اتهم السيد ضاحي قطر بأنها "تريد إسقاط الأنظمة"!؟، وهذا قول غير دقيق، ولا يستند إلى حِكمة الأمنيّ العتيد، وأودُّ أن أُذّكرهُ بالخليّة التي حاولت إسقاط النظام في عُمان الشقيقة!؟ وكم كان ثمنها!؟ وهذا يُثبت مَن يسعى لإسقاط الأنظمة!؟ صحيح، قطر رنَت نحو المستقبل، وبنَت شعباً جديداً، لا يؤمن بعبادة التاريخ، أو تأثيم الشعوب، وقادت نهضة في المنطقة لم تسبقها إليها أية دولة، وهذا حقها!؟ كما أن القرار السيادي لدولة قطر يجب ألا يكون تحت العباءة السعودية، ولا حتى تحت عباءة مجلس التعاون " الميهود"!؟ وقطر احترمت المواثيق الدولية، فيما يتعلق بحُسن الجوار، وضمان الأمن والاستقرار في العالم، ولم تكن تبحث عن أدوار أكبر منها، كما أشار السيد ضاحي. قطر كبيرة بأهلها وقيادتها، وانتشارها الدولي، وليس بالسجون والتعذيب، كما يحدث ضد أصحاب القلم والرأي وأهل العلم في بعض عواصم المنطقة!؟ أما قوله " إن قطر استلمت دعوة لاجتماع مجلس التعاون، ولم تحضر". أولاً إن قطر حضرت الاجتماع المذكور، وإن أي عاقل لا يمكن أن يُردد هذا القول ( الإفك)، لأن دولة قطر مُقاطَعة من الدول الثلاث، فكيف يحضر أميرُ دولة قطر إلى عاصمة هدَّدت دولته، وقاطعت شعبه؟. إن الحصيف يُدرك أن تلك المشاركة ستكون خطأ دبلوماسياً واضحاً! وتناسى السيد خلفان أن دولة قطر حضرت بأميرها في اجتماع مجلس التعاون في دولة الكويت، في حين غاب ثلاثة من الزعماء الخليجيين، الذين لم يتجاوبوا مع دعوة (بوناصر) حفظه الله. إن هذه الانتقائية في سرد الأحداث تجعل من المُتحدث غير ملتزم بحقائق التاريخ والأمانة الأمنية!؟ وقال السيد ضاحي" إن قطر لفقّت كلاماً بأننا نعمل ضد عُمان والكويت ". وهذا الكلام جانبهُ الصواب، ويحتاج إلى شواهد! ولئن كانت دولة قطر في علاقة جيدة وصحيّة مع دولة الكويت وسلطنة عمان الشقيقتين، فهذا يجب أن يؤيدهُ أيُّ مخلص للمنطقة وأمنها!؟ كما أن دولة الكويت وسلطنة عُمان ليستا في حاجة إلى مَن يُملي عليهما أي كلام، نظراً لاستقلالية قرارهما السيادي، وما كان يجب أن يَزجّ السيد ضاحي بهذا الأمر في حديثه المذكور، لأنه بعيد عن الحقيقة. أعتقد أن السيد ضاحي لا يُشاهد إلا قناة الجزيرة، بينما عشرات القنوات التي " تنعقُ" على دولة قطر، لا تبعد عن منزله سوى أقل من خمسة كيلومترات، فيضيع بثها في الهواء، ولا يشاهدها الكثيرون، لأن قناة الجزيرة تعمل بمهنية عالية، بينما الجيش الإعلامي الذي ينطلق من (دبي) و " يُشيطن" قطر، منذ بداية اختراق وكالة الأنباء القطرية، وهو فعل شائن وشيطاني، كان يجب أن يعلمهُ السيد ضاحي. ينهي السيد ضاحي حديثه بقوله: " اللي تسوونه عيب في "علم الأخلاق"! كلام لا يجوز أن يصدر عن رجل أمن له خبرة طويلة في " علم الأخلاق"!؟ وله دراية جيدة بمدى عمق العلاقات بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة. إن التخطيط لغزو قطر، كما يعرفه السيد ضاحي، هو خروج على "علم الأخلاق"، الذي روّج له السيد ضاحي، وإن حرمان الطلبة القطريين من مواصلة تعليمهم في جامعات الإمارات هو خروج على "علم الأخلاق"، وإن مصادرة مباني وأملاك القطريين، دون وجه حق، هو خروج على "علم الأخلاق"، وإن منع المواطنين في كلا البلدين من المشاركة في العزاء أو الأفراح، هو خروج على " علم الأخلاق"! وإن غلق الأجواء، وتعذيب المسافرين وتأخير الملاحة هو خروج على " علم الأخلاق"! بينما دولة قطر لم تصادر حق أي مواطن من دول الحصار من الحضور إلى دولة قطر، بل ولم تمنع بث الأغاني والمقابلات مع الفنانين والمثقفين من دول الحصار! ولم تمنع الطلبة أو الموظفين من دول الحصار، من مواصلة العيش في قطر! أخيراً نقول: إن الكلام الطيب، وعفة اللسان يجب أن تسود بين الخليجيين، كما أن اختلاق الأكاذيب، ليس من " علم الأخلاق"!. وإن لم يكن لدى أيّ خليجي رؤية جديدة، أو قول كريم، فيجب ألا يتصدَّر المنابر، ويُحرِج نفسه ودولته بأقوال تناقض الحقيقة، وتنشر الكراهية بين الناس. وندعو الله أن تسود المحبة، وأن تصفو النفوس، وتتخلص من أدران كراهية الآخر، وأن نعمل على توفير الأمن والرفاهية للشعوب التي لا دخل لها في أمور السياسة، والتي لها أهلها، وهم القادرون على مناقشتها عبر العقل وليس الصراخ.