يستاهل الشيخ جوعان

التاريخ يصنعه الرجال المخلصون، والأمم تكتب وتسجل أمجادها بأسمائها وبأسماء أبنائها، التاريخ هو تدوين لمجموعة الأحداث المؤثرة، وتكون مميزة للدولة صاحبة المبدأ، والتي تحمل رؤى مستقبلية لصالح أبنائها، وتاريخنا ولله الحمد مليء بالمواقف الصحيحة التي يحتذى بها على مر العصور، والتي شهد لها الجميع، وعلى هذا جاء تكريم سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، كشخصية العام للمسؤولية الاجتماعية، وذلك تقديراً لدوره المتميز في دعم قضايا المسؤولية الاجتماعية، ولكونه رمزاً ملهماً لجيل الشباب في دولة قطر. نحن في وطن يتسابق فيه الرجال لتسجيل مواقف الرجولة، والتي نسميها /المراجل/ فالرجال مواقف، ونحن نتعلم من تلك المواقف معاني الوفاء والتضحية والإخلاص وغيرها من مكارم الأخلاق، فمواقف الشيخ جوعان صورة مشرقة لشباب الوطن المخلصة، وما تكريمه في الحقيقة إلا نتاج جهد شبابي بذله لخير الوطن، وتحفيزه لمواقف الشباب من حوله، فالقائد المحنك هو الذي يعرف كيف يغرس الولاء في نفوس فريق العمل الذي يقوده. اختيار كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر تكريم الشيخ جوعان بن حمد جاء موفقا للغاية، وهو ما تم الإعلان عنه في حفل إطلاق الإصدار الرابع من التقرير الوطني السنوي للمسؤولية الاجتماعية /رؤى القادة/، يوم الأربعاء الماضي، وهو ما شكل دافعا لمستقبل شباب الوطن لبذل المزيد من الجهد في التوعية بمفهوم المسؤولية الاجتماعية. يعرف علماء الاجتماع المسؤولية الاجتماعية أنها واحدة من دعائم الحياة المجتمعية الضرورية، فهي سبيل التقدم الفردي والاجتماعي، بل إن القيمة الحقيقية للفرد في مجتمعه تقاس بمدى تحمله المسئولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين، ولذلك لا بد من العمل على بث الوعي بأهميتها ووضع البرامج الكفيلة بترسيخها لدى الأفراد والمؤسسات، فمفهوم المسؤولية الاجتماعية هي الإبداع في مجال المساهمة في تنمية المجتمع. تعددت تعريفات المسؤولية الاجتماعية، منها ما عرفته الموسوعة الحرة /ويكيبيديا/ بأنها نظرية أخلاقية تقع على عاتق المجتمع /سواء كان منظمة أو فردا/ في العمل لمصلحة المجتمع ككل، والقيام به للحفاظ على التوازن ليس فيما يختص فقط بمنظمات الأعمال، بل هي شأن كل فرد تؤثر أفعاله على البيئة، وتقرير جائزة المسؤولية الاجتماعية لجامعة قطر تضمّن العديد من الدراسات الهامة، وأقصى أهمية بلغتها، كونها أوّل دراسة للمسؤولية الاجتماعية أجريت في دولة قطر. احتوى التقرير رصدا للتقدم المحرز سنويا في قضايا التنمية ورؤية 2030 من خلال نشر الوعي بأهمية الجانب الاجتماعي وتعزيز دور المسؤولية الاجتماعية بالنسبة للشركات كداعم أساسي للأنشطة التي تخدم المجتمع، منها دعم التعليم ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية، وجامعة قطر في هذا الحدث تعتبر مثالا يحتذى للتمكين من خلال تعزيز مشاركة الطلبة وتهيئة الفرَصْ نحو تحقيق تطلعاتهم الأكاديمية قبل تخرجهم والتحاقهم بالعمل المؤسسي. مفهوم /المسؤولية الاجتماعية/ يحتل موقعاً متقدماً وعنواناً بارزاً ضمن سلم أولويات الدولة التي تسعى جاهدة لترسيخ هذا المفهوم، باعتباره قاعدة رئيسية من قواعد تفوق شبابها، والذي تجسد هذا العام بشخصية الشيخ جوعان بن حمد بأعماله التي قدمها للوطن وأصبحت مصدراً لبلورة معاني الانتماء والولاء لأرض هذا الوطن وأبنائه. وكما قالوا "المبادئ ليس لها وطن ولا لغة ولا عرق ولا جنس، المبادئ وطن ولغة وعرق وجنس تبقى محفوظة لصاحبها دايم الدهر" وسلامتكم