17 سبتمبر 2025

تسجيل

محطات تقربنا إلى القراءة

06 مارس 2016

حسنًا فعلت وزارة الثقافة والرياضة بتنظيم معرض الكتاب السنوي، حيث جاءت النسخة السادسة والعشرون هذا العام بتزايد أعداد دور النشر، وتعدد النشاطات والفعاليات المصاحبة. ولإن كل عمل يحتاج إلى تقييم، ولا تتم عملية التقييم إلا بالوقوف على محطات ومنصات النجاح، وأيضًا محطات ومنصات عدم النجاح. ولتقريب الصورة للإخوة الذين سوف تناط بهم عملية التقييم، نريد توضيح الآتي: - لقد كان لموقع المعرض دور في قلة الزائرين، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الازدحام التي تشهدها الدوحة، خصوصا في المنطقة التعليمية، حيث إن المسافة من اللاند مارك حتى الدوار المائل تأخذ في بعض الأحيان أكثر من ساعة وربع ! ؟ - إن بُعد المواقف عن صالة العرض شكّل عائقًا أو أمرًا مُتعبًا لبعض الزائرين من كبار السن، مع اتفاقنا على جمال المبنى وروعته، وأنه أفضل مبنى مؤتمرات في العالم العربي. - قلة حضور الزائرين للفعاليات المصاحبة، وللأسف لم يحضر أمسية (المقام العراقي) أكثر من عشرة أشخاص؟! ولقد أبدعت هذه الفرقة، ولكن يبدو أن هنالك خللًا ما، لم يهدِ الجمهور إلى حضور الأمسية. - الفعاليات الثقافية الأخرى داخل صالة العرض كان الحضور فيهًا محدودًا! بل إن ندوة الرواية النسوية الخليجية، لم تحضرها أي روائية قطرية! ؟ وكانت فرصة كي تتعلم الشابات والشباب من المبتدئين في عالم الرواية ماهية الرواية؟! ولا بد من دراسة هذه الظاهرة، خصوصًا في ظل إقبال كثيرين من الشباب على كتابة الرواية. - هجمة العامية بصورة واضحة في أعمال الشباب، وهذا أمر يتفاقم! ولقد أخبرني أحد الناشرين بأن شابة قد حضرت إلى الجناح وطلبت روايات باللهجة المحلية، وأنه سمع إحداهن تقول لصاحب الجناح: "اعطني رواية عامية، أنا ما أحب اللغة العربية"! . طبعًا المعرض وإدارته ليسوا مسؤولين عن هذه الحالة، فالتعليم والبيئة هم المسؤولان. ولكن هذا لا يمنع أن يصدر قرار من الجهة المعنية بعدم قبول الأعمال المكتوبة باللهجات المحلية، خصوصًا في السرد. وهذا يتماشى مع سياسة الدولة في الاحتفاظ باللغة العربية الفصحى، إذ يعاني المربون والجامعات والكليات من ضعف مستوى الطلبة في اللغة العربية، فكيف يُفتح الباب لتغلغل العامية بهذا الشكل بين الشباب؟ خصوصًا في ظل استخدام العامية في وسائل التواصل الاجتماعي؟ - لوحظ أن هنالك من وقَّع كتابه في العام الماضي، وجاء ووقَّع الكتاب نفسه هذا العام، وهذا غير سائد في معارض الكتاب. وبودنا أن يكون التوقيع على أعمال جديدة، وعدم " اجترار" الأعمال السابقة. - اشتكى بعض الناشرين من وجود "فرز" في اختيار شراء بعض الجهات المتخصصة من الكتب، في الوقت الذي تم إهمال بعض الدور الأخرى. ولقد شاهدنا دار نشر عربية نفدت كلها كتبها قبل إغلاق المعرض بخمس ساعات نتيجة اقتناء إحدى الجهات لحوالي 99% من كتبها، وهذا مشهد نراه لأول مرة في تاريخ معرض الكتاب، ويدعو للتساؤل؟. - كانت أسعار بعض الكتب غالية جدًا، إذ ليس من المعقول أن يُكلف كتابُ لكاتبة (لم تكتب من قبل، وحَفلَ كتابها بعامية واضحة وأخطاء نحوية وإملائية) مبلغَ خمسين ريالًا. وهذا أمر يتنافى مع أهداف معرض الكتاب. - التغطية الإعلامية عبر الإذاعة والتلفزيون تحتاج إلى إعادة نظر! . فنحن نرى في معارض دول التعاون الأخرى استديوهات خاصة بالمعرض، تنقل مباشرة الحراك الثقافي والمعرفي، وتقدم المبدعين للجمهور، وهذا من شأنه زيادة عدد الزائرين، وتشجيع الجمهور على الإقبال على المعرض. لأن النقل الإذاعي والتلفزيوني لهذه التظاهرة الثقافية الكبرى يُثري الشاشة، وموجات الإذاعة، ويسد ساعات البث! . بالطبع لكل طرف أسبابه وظروفه المقدرة، ولكن لا بأس من دراسة الحالة للمعرض القادم. - كان بودي لو تم نقل ليلة "المقام العراقي" عبر الإذاعة والتلفزيون، لأن هذه الفرقة من أشهر وأنجح الفرق العراقية المختصة بالمقام، وسيكون ذلك إثراءً لأرشيف الإذاعة والتلفزيون. - إن إدارة الندوات تحتاج إلى علم ولباقة وحضور قوي، ولقد كان مستوى بعض من أدار بعض الندوات متواضعًا، ولم يكن بعضهم يدرك ماذا يقول، خصوصًا إن كان بين متخصصين كبار في الثقافة! - بعض المحاضرين الذي حاضروا في غير تخصصاتهم لم يكونوا بالمستوى المطلوب! لأن التخصص مهم في تقديم المحاضرة والإلمام بمحتواها. لذا فإن اختيار المحاضرين أمر مهم لإنجاح الفعالية. ونقترح تكوين هيئة متخصصة من الأدباء القطريين لاختيار نوع الفعالية والمحاضرين والمديرين، لضمان الارتقاء بتلك الفعاليات.