13 أكتوبر 2025
تسجيلأقل ما يمكن أن يقال عن سحب الأشقاء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين سفراءهم بشكل جماعي ومفاجئ من الدوحة أنه تطور غير مسبوق على صعيد العلاقات الخليجية وحجتهم بذلك عدم توقف قطر عن دعم "الإعلام المعادي" والتوقف عن مساندة ما وصفته الدول الخليجية بـ"التدخل في الشؤون الداخلية" وكل من يهدد "أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد" عن طريق العمل الأمني أو السياسي. وهذه مواقف واختلافات حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون، ولا تستدعي كل هذا الانفعال والتوتر التي وصلت إلى حد سحب السفراء. جاء الرد القطري على هذا التصعيد من الأشقاء هادئا متزنا وعبر مجلس الوزراء في بيان عن أسف دولة قطر واستغرابها للبيان الذي صدر من قبل الدول الشقيقة، وإظهارا للحق أكد البيان الحرص كل الحرص على روابط الأخوة بين الشعب القطري والشعوب الخليجية الشقيقة كافة، وهذا هو الذي يمنع دولة قطر من اتخاذ إجراء مماثل بسحب سفرائها .. مبينا أنه لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها. ديباجة البيان المشترك للأشقاء شابته المغالطات وجاء مفعما بالعاطفة التي لا تنطلي على العاقل وذلك بدغدغة المشاعر المرهفة واللعب على وتر مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة التي تقوم على التكاتف والتعاون وعدم الفرقة.. وفي معرض ما جاء في بيانهم التطرق إلى الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وحسم البيان موقف تلك الدول بأنه استشعار منهم لجسامة ما تمر به المنطقة من تحديات كبيرة اضطرت الدول الثلاث للبدء في اتخاذ ما تراه مناسباً لحماية أمنها واستقرارها وذلك بسحب سفرائها من دولة قطر اعتباراً من هذا اليوم. /الأربعاء/ . هناك من المتربصين للمنطقة هللوا ورحبوا لهذا الشرخ الذي أحدثته الدول الثلاث الشقيقة بتصعيد الأمور بسحب سفرائها من الدوحة، وضخموا الحدث وافتعلوا قضايا مختمرة في أذهانهم المريضة، ووجدوها فرصة للهجوم على قطر والإمعان في زيادة الشرخ فادعوا ما ادعوه على دولة قطر التي فقأت عيونهم بإنجازاتها الجبارة ومقارعتها للكبار وسحب البساط عن كثير من تلك الدول الشقيقة الكبرى التي كانت تدعي العظمة وتزايد في المكابرة على الدول الأخرى التي كانت تراها أقل منها مكانة وحظوة عند الكبار الذين تخلوا عنهم بعد أن انكشفت محدودية تفكيرهم في مستقبل أوطانهم وشعبهم وأمتهم. وأصبح همهم المحافظة على كراسيهم التي باتت تميل إلى الاهتزاز. ظهر سوء النوايا واضحة من شخصيات تصطاد في الماء العكر وتضمر الشر لنا فانتهزوا هذا الخلاف بين الأشقاء ليذكوا نار الفتنة فانبروا بأسلحتهم الكتابية الفتاكة ونالوا من دولة قطر بكتابات غير مستغربة منهم فهم ومن على شاكلتهم منتفعون ومنافقون. نذكر على سبيل المثال وبصراحة تامة كما عودتنا حكومتنا الرشيدة في قول الصراحة، الكاتب الدكتور جهاد عودة أحد أشاوس الحزب الوثني المصري كشف عن حقده الدفين فسارع بالقول إن سحب الدول العربية للسفراء من قطر ستكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير .. بينما تشدق الدكتور حسن نافعة الذي لا يتورع عن استخدام الأكاذيب، فقال إن سحب الدول الثلاث سفراءها من قطر يعتبر بمثابة قطع الماء والهواء عن هذه الدولة الصغيرة. وفي السياق ذاته تعالى صوت الإعلامية فريدة الشوباشي التي تحولت إلى الإسلام حديثا بقولها إن الدول العربية وجهت صفعة قوية لقطر. نداء إلى أشقائنا الخليجيين المنفعلين، انتبهوا من الفتنة فإنها نائمة ولعن الله موقظها، انتبهوا فإن من يصفق لكم اليوم سيضحك علينا غدا. وسلامتكم