15 سبتمبر 2025
تسجيليجمع المواطنون في جميع دول مجلس التعاون الخليجي على أن المجلس لم يحقق النتائج المرجوة التي كانوا يحلمون بها، فأمنياتهم تتمثل في أن تتحول الدول المكونة لهذا المجلس الى اتحاد متكامل وأن تتم إزالة كافة الحواجز والفوارق التي تعرقل حركة وتنقل المواطنين وتملكهم وغيرها من المطالب التي ظل المواطنون في دول مجلس التعاون بانتظار تحقيقها على أرض الواقع.وظل الطموح لكل مواطن خليجي أن تشهد العلاقات الخليجية تطورا متزايدا ومستمرا وأن بقي بحركة بطيئة لا تتناسب وتطلعات الخليجيين، ومع هذه الآمال والطموحات لم يتبادر الى ذهن أحد من المواطنين الخليجيين أن تشهد العلاقات الخليجية ما شهدته هذه الأيام، حيث ان إقدام المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين على سحب سفرائهم من قطر احتجاجا على مبررات ليست واقعية ولا تستند الى أي دليل يستقيم مع العقل والمنطق انما هو تطور غير محسوب وغير متوقع على الاقل لدى الغالبية العظمى من الخليجيين الذين كانوا يتوقعون التقدم لانجاز المزيد من التقارب وليس الرجوع الى الخلف بقرار كهذا غير المتوقع.المشكلة أن هذا القرار الذي اتخذه الاشقاء في الدول التي ذكرناها أشار الى الكثير من المبررات التي لا يمكن القبول بها لانها ببساطة مبررات واهية وغير حقيقية حيث قال البيان الذي أصدرته هذه الدول الشقيقة ان دولة قطر لم تلتزم بميثاق مجلس التعاون والحقيقة أن قطر هي التي دائما ما تسعى الى أن يكون مجلس التعاون يسير وفق المبادئ والأسس التي قام عليها، لكن الحقيقة أن بعض الدول تريد لبقية الاعضاء أن يظلوا سائرين خلف سياساتهم وأن كانت خاطئة ثم ان الخلاف كما بين مجلس الوزراء القطري ليس له علاقة بالعمل الخليجي المشترك، فالأمر يتعلق بما يحدث في مصر فهناك دول خليجية ساندت الانقلاب في مصر وتريده أن ينجح رغم أنه لن ينجح لانه ليس معبرا عن إرادة كل الشعب المصري وهذه الدول التي أيدت الانقلاب لم يحظر عليهم أحد أن يعبروا عن دعمهم للانقلاب لكن ليس من حقهم أن يصادروا حرية التعبير للآخرين.وقطر تتبنى دائما المواقف الوسطية التي تراعي مصالح جميع الاطراف وتهتم بالمصالح العليا للأمة العربية ولا تناصر فريقا على فريق وقد كانت لها أدوار مشهودة ومعروفة ومحل ثقة في العديد من البلدان العربية والاسلامية حتى أصبحت الوسيط المفضل لدى كثير من المتصارعين ومع ذلك فان قطر وان فضلت فريقا على آخر فانها تحترم حقوق الآخرين في العيش والحرية لكن الاخوة الذين لم يعجبهم موقف قطر يدعمون فريقا ولايريدون لأحد غيره أن يعيش فاذا كان مجلس التعاون يدفع اليوم الثمن لما جرى في مصر فان الفريق الذي يمثله الاخوة في الدول الذين سحبوا سفرائهم يؤيدون فريق الانقلاب في مصر ولا يريدون غيره أن يقوم أو أن تكون له فرصة في الحياة رغم أنه مكون مهم وموجود ضمن المجتمع المصري وموقف قطر هو أن تتصالح الاطراف وأن يبنوا المرحلة القادمة معا وهو ما لم يحدث.أما مساندة الاعلام المعادي فهذا تعبير قديم وقد أكل عليه الدهر وشرب حسب التعبير المتداول فاذا كان الاعلام القطري ينقل كل وجهات النظر فان أعلام الطرف الآخر وهو اعلام الدول الشقيقة التي سحبت سفرائها لا يحتمل وجهة النظر الاخرى وهو يطبل ليل نهار لمن رضوا عنهم وتحديدا في مصر وأصبحت هذه الوسائل الاعلامية أشبه بالاعلام المصري الداخلي وهنا نتساءل من يدعم الاعلام المعادي.باعتقادي الشخصي أن خطوة سحب السفراء خطوة مؤسفة وما كان يجب ان تتم فالطرف الذي من أجله تم سحب السفراء لا يستحق ذلك وهو فاشل لا محالة والرهان عليه سينتهي بالخسارة القريبة أو البعيدة ولن يكتب له النجاح لانه قام على الباطل وما تم على باطل فهو باطل.