12 سبتمبر 2025
تسجيللا يختلف اثنان على مدى حرص بلدنا على توفير أفضل حياة للمواطنين بكافة أعمارهم وفئاتهم .. ونخص بالذكر رئاسة مجلس الوزراء التي تحرص على وضع القرارات التي تخدم المواطنين وتحميهم . هذا أمر طيب وجزاهم الله كل خير ، ولكن هل كل القرارات التي تصدر يكون مصيرها النجاح ؟!! وهل هناك سبيل للمراجعة لتصحيح المسار الذي هو من شيم الدول المتحضرة . ومن تلك القرارات تلك التي تلزم المؤسسات الحكومية بتوظيف القطريين في وظيفة السكرتارية .. فهل نجحت الفكرة ؟! إن اغلب الادارت الحكومية تعاني الكثير بسبب هذا القرار .. حيث إن أغلب الملتحقين بهذه المهنة غير مقتنعين بها برغم أهميتها . هذا الأمر أثر سلبياً على إنتاج الإدارات لأسباب عدة.إن وظيفة السكرتارية وظيفة حساسة وبحاجة إلى حضور ذهن وحرفية مهنية عالية وثقافة جيدة ومستوى عال في اللغة الانجليزية على الأقل لأن أكثر تعاملنا حاليا باللغة الانجليزية. والمواطنون من ذوي الكفاءة العالية والشهادة الجامعية لن يقبلوا بالسكرتارية كوظيفة الا فيما ندر .. فاقتصرت الوظيفة على حاملي الشهادة الثانوية أو أقل .. والمشكلة الأخرى تكمن في عدم استيعاب القطريين لأهمية هذه المهنة ؟! وفعليا السكرتير التنفيذي هو الساعد الأيمن للمسؤول وعينه في متابعة الأمور .. فالعلاقة تماماً كالطبيب الذي يعالج والممرضة التي تتابع ويقع على عاتقها المسؤولية الأكبر. إن جولة واحدة بين إدارت الأجهزة الحكومية سنرى هذه الحقيقة التي أدت إلى نوع من البطالة المقنعة وباتت تُستخرج مسميات جديدة لتوظيف غير القطريين للأخذ بالمهام وجعلهم الجنود المجهولين، وان كنا نلاحظ أيضاً بان اغلب كبار المسؤولين نجد بان سكرتيرهم غير مواطنين وصاحب شهادات ولغات وخبرات عميقة في تنظيم الإدارة واخذ محاضر الاجتماعات وغيرها من أمور السكرتارية .الذي أود قوله لمجلس الوزراء الموقر بأنه مع التطوير ووجود الاستراتيجية الوطنية فقد آن الأوان لمراجعة الموضوع وفتح أبواب التوظيف لمهنة السكرتارية لغير القطريين لأن هذه المهنة لم تقنع المواطنين أساساً .. كما لم تقنع وظيفة مضيف الطيران خليجياً، فالوظيفة لديها مواصفات محددة وبحاجة إلى مؤهلات عالية ولغات ولن يقبل المواطن - إن وجد – بها وهو بهذه المواصفات .أتمنى أن تتم إعادة النظر في هذا القرار لصالح العمل وتوجيه الراغبين من المواطنين إلى مهنة متوافقة أكثر مع تفكيرهم وإمكاناتهم وميولهم ومزاجهم .