01 أكتوبر 2025
تسجيلارجع بذكرياتي الى مطلع الثمانينات من القرن الماضي حين كلفت كمدير اقليمي لمكتب جريدة "الجزيرة" السعودية في قطر ودول الخليج العربية حيث كانت هناك مبادرات مشجعة للتعاون في مختلف المجالات ولعبت "الجزيرة" آنذاك كمنبر إعلامي دورا مهما في تعزيز التعاون وتقريب وجهات النظر في العديد من الجوانب التي كانت تحتاج الى شرح وتفصيل للرأي العام بما يخدم العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين في ظل وجود سهام سامة تحاول تعكير صفو الاخوة الراسخة منذ الازل بين الشعبين الشقيقين.الآن ومع دفء العلاقات وحميمتها ورسوخ اركانها تبين للجميع الاهمية القصوى للتعاون نحو آفاق واسعة بين دولة كبيرة مثل المملكة العربية السعودية ذات الثقل الدولي كأحد اكبر منتجي النفط في العالم ودولة قطر المبهرة بانجازاتها نحو العالمية واكبر منتجي ومصدري الغاز الى العالم وكلاهما يحمل الطموح الاكبر لاسعاد اجيالهما وبسط الرخاء لشعبيهما والتطلع الى اعلى مستوى في عالم متحرك لا يقبل الا التحدى ومزاحمة الكبار في النهضة والتنمية.ومع تنامي الطموح تعترض سفينة الخير امواج عاتية تعكر صفو مياه خليجنا الصافية ويزعجها اي تقارب بين دولة خاصة المملكة العربية السعودية ودولة قطر اللتين تتحصنان بمبادئ مشتركة تستطيعان بها لعب دور جوهري في ترسيخ التعاون الخليجي بوجه التحديات مهما كان نوعها وهما في ذات الوقت مثل باقي المنظومة الخليجية يضعان في حسبانهما الجبهة الخليجية الداخلية التي تزداد قوة لضمان حماية استقلالها وشعوبها ومكتسباتها ووحدتها، وإفشال أي محاولات للتفرقة بين دول المنطقة أو النيل منها بأية صورة كانت.لقاء وليي عهد البلدين الشقيقين في دوحة الخير هو لقاء خير للجميع ويفرح كل شعوب المنطقة وقادتها ذلك ان كل ما تم بحثه بين الجانبين في هذه الزيارة هو في مصلحتهم وحصانة لهم من اولئك الساعين للتفرقة وزعزعة الاستقرار لنا، وهذا بالطبع يجرنا الى التنبيه للمخاطر الجمة التي تحيط بعالمنا ما يدفعنا الى تعزيز تكتل القوى المؤثرة على الساحة السياسية العربية وفي مقدمتها قطر والسعودية، لما تبذله الدولتان من مساع حثيثة للإصلاح في شتى بلدان المنطقة.زيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الى الدوحة محل ترحيب وتقدير وهي تأتي في إطار التواصل لتحقيق المزيد من الدعم والتطوير للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين قطر والسعودية ولا نغفل ما يؤديه هذا التنسيق القطري - السعودي على المستويين الإنساني والسياسي في سوريا الذي ساهم في إنقاذ آلاف الأرواح وسعيهما الصادق للضغط على الدول المؤثرة لحل هذه الأزمة دون زيادة في الخسائر البشرية التي بلغت عشرات الآلاف. وسلامتكم