18 سبتمبر 2025

تسجيل

رؤية مستقبلية لمحو الأمية وتعليم الكبار في الوطن العربي

06 مارس 2012

في إطار الربيع العربي والتحول إلى ممارسة الديمقراطية في المنطقة العربية ككل نرى الجميع يسارع في شتى أنحاء العالم خاصة العالم العربي لتوفير فرص التعليم للجميع إيماناً منهم بأن التعليم أصبح حقاً أصيلاً من حقوق الإنسان بل أصبح ضرورة حياة في مجتمعات تنشد الديمقراطية والمساواة والعدل الاجتماعي.. فالتنافس بين الدول، وإن أخذ أشكالاً عديدة سياسية واقتصادية أو حتى عسكرية، فهو- أي التنافس - في جوهره تنافس على العلم والتعلم، فنحن نرى كافة الدول التي أحرزت تقدماً ملحوظاً كان المدخل وراء ذلك الرقي والنهوض بالمجتمعات مدخل اهتمام بالتعليم فقضاياه والذي تقع عليه مسؤولية كبيرة في تحقيق التنمية الشاملة بمعناها الواسع. لقد أصبحت القضية التي تواجه الوطن العربي بصفة عامة هي كيفية توظيف المفاهيم والاتجاهات الحديثة في التعليم والتنمية لتحريك المجتمعات نحو التقدم والرقى. وفيما يلي ملامح لرؤية مستقبلية للإصلاح التربوي في مجال محو الأمية وتعليم الكبار: 1. تأكيد الأهداف التنموية للتعليم: وذلك من خلال ربط أهدافه بالأهداف القومية للأمة العربية ونضالها المستقبلي نحو التحرير والوصول إلى الديمقراطية، ومن هنا يسعى التعليم إلى خلق الوعي العربي القومي بقضايا الأمة العربية لترسيخ قيم العمل وصولا إلى التنمية الشاملة. * مشاركة مجتمعية كاملة تدعمها إرادة سياسية قوية ومتواصلة. * توظيف الدعم الدولي والخارجي للجهود في هذا المجال. * توظيف البعد الديني (التوجه النفسي لفعل الخير) نحو زيادة الدافعية للتعلم عند الفئات المستهدفة. 2 – تنوع صيغ التعلم المستمر: لم تصبح المدرسة هي المصدر الرئيسي للمعرفة والتعلم، فالتعلم بكافة أشكاله ومضامينه عملية مستمرة مدى حياة الإنسان: ‌أ. حدوث ثورة في المناهج التعليمية لمواكبة المستجدات المجتمعية ‌ب. إنشاء مراكز قومية للتقنيات التربوية تتضمن شبكات المعلومات التربوية ومعامل اللغات ودوائر تليفزيونية مفتوحة ومغلقة. ‌ج. استخدام استراتيجيات التدريب الفعالة كالتعلم الذاتي / النشط / التعاوني / التعلم عن طريق الأقران / عن طريق حل المشكلات /* المجموعات الصغيرة والكبيرة لتنمية الإبداع لدى المتعلم. ‌د. تطبيق معايير الجودة في العملية التعليمية. ‌ه. تنسيق الجهود بين الجمعيات المعنية بتعليم الكبار عن طريق تبادل المعلومات والخبرات والمهارات وتمكن الأعضاء من التواصل والاتصال لضمان تدفق المعلومات. ‌و. استحداث آليات جديدة للمتابعة وتقييم البرامج والرصد. ‌ز. إنشاء مراكز (بيوت للخبرة) لتقديم المشورة الفنية للجهات والهيئات المعنية بتعليم الكبار ‌ح. إجراء البحوث والدراسات العلمية في مجال محو الأمية وتعليم الكبار وربطها بمجالات التنمية لحل المشكلات مع التركيز على المرأة العربية والمجتمعات الفقيرة والمهمشة. ‌ط. حملة إعلانية وتسويقية مباشرة يشارك فيها كافة رموز المجتمع يتواكب معها برامج غير مباشرة (دراما متلفزة – ملصقات إعلانية – قوافل تستهدف المناطق العشوائية والمحرومة – برامج إذاعية جذابة – مسابقات عبر الهواتف المحمولة -) لزيادة الدافعية. 3- تنويع مصادر تمويل التعليم: تصميم الخطط للمشاركة في كلفة التعليم بين القطاع الحكومي والأهلي بحيث يأخذ تعليم الكبار حقه من الإنفاق العام مع الارتفاع بكافة إدارة الموارد المالية المخصصة للإنفاق عليه مع تتبع أشكال الهدر والقضاء عليها عن طريق: ‌أ. تشجيع المبادرات الشعبية والجهود الذاتية للمشاركة في تمويل تعليم الكبار عن طريق الهيئات والمنح وعمل صندوق لجميع التبرعات ‌ب. إنشاء صندوق عربي لدعم التعليم يساهم فيه كافة الأقطار العربية يتلقى المساعدات الخارجية والدعم من المنظمات والهيئات العالمية ويخضع للمحاسبية ويلتزم بالشفافية. ‌ج. إنشاء صناديق تمويل غير حكومية (محلية / إقليمية) لدعم مجانية التعلم لمجابهة الفقر المدقع، وذلك تيسيرا لإتاحة التعليم للفئات المهمشة والفقيرة وغير القادرة. 4 - إنشاء مراكز إقليمية للتدريب المهني: * تهدف هذه المراكز إلى تعليم الفئات المستهدفة مهن متنوعة تناسب متطلبات سوق العمل. * تبني مهن عديدة منها (صيانة المحمول / الحاسب الآلي / البرمجة / السباكة / النجارة / صيانة الأجهزة الكهربائية / عمل الإكسسوارات وأدوات الزينة...). * التدريب على مهن حديثة تواكب متطلبات السوق لإيجاد فرص عمل مناسبة لحل مشكلة البطالة وإعداد قوى بشرية ماهرة تساهم في عمليات التنمية مع تحقيق التعاون مع وبين المؤسسات المالية والجهات المانحة. * تدريب الفئات المستهدفة على أنشطة متخصصة وإكسابهم مهارات حياتية (مهارات الاتصال / التواصل / التنمية البشرية /.... الخ) * ابتكار موارد جديدة غير تقليدية لمشروعات تعليم الكبار (برامج مدرة للدخل). * إيجاد موارد بديلة مساندة للدعم الحكومي. * حدوث تغيرات تشريعية تكفل تحويل مؤسسات تعليم الكبار إلى وحدات إنتاجية (تحويل فصول محو الأمية وتعليم الكبار وورش التدريب إلى مراكز خدمة مجتمع). 5 - الاهتمام بمرحلة ما بعد محو الأمية: * هذه المرحلة مكون أساس في برامج تعليم الكبار مع ضرورة التركيز على تقديم برامج التوعية والتثقيف المتنوعة مستهدفة تحقيق وضمان دمج تلك الفئات في المجتمع كعناصر فاعلة. * توفير مواد قرائية مناسبة للمتحررين ضماناً لاستمرارية التعليم والتعلم مدى الحياة من خلال إنشاء مكتبات متنقلة (كرفانات) في شتى مجالات الحياة. * إنتاج مواد تعليمية مدمجة باستخدام الوسائط المتعددة (توظيف التكنولوجيا الحديثة في تعليم الكبار). * إدخال نظام التعلم عن بعد التعليم الذاتي / التعلم النشط في مجال تعليم الكبار. * برامج خاصة لصغار السن متضمنة أنشطة ترفيهية ومرتبطة باستخدام الكمبيوتر لجذبهم للتعلم ومساعدتهم للدمج في التعليم. * إنشاء منتدى إقليمي لتعليم الكبار يهدف إلى تعبئة الموارد اللازمة لدعم الجهود الوطنية المساندة لتحقيق هذا التعليم شرط أن يتسم هذا المنتدى بالشفافية والديمقراطية وأن يشكل إطارا للتنفيذ على المستويات المحلية. * ومن ثم علينا جميعاً مجابهة هذه القضية في إطار وطني إقليمي وإعادة النظر في منظومة التعليم بصفة عامة ومحو الأمية وتعليم الكبار بصفة خاصة من خلال العمل على المحاور السابقة في إطار من الدعم السياسي في كل قطر عربي. [email protected]