18 سبتمبر 2025
تسجيلكنا وما زلنا نحث الوالدين والأسرة كاملة على أهمية متابعة أبنائهم وهم يذهبون برفقة السائق والخادمة، وما يمكن أن يحدث في الخفاء عن الأعين في حق هؤلاء الأبناء، وما أكثر ما نسمع ونقرأ من حوادث تذهب ببراءة وطهارة الأطفال وتقضي على مستقبلهم نفسياً واجتماعياً لما قد يحصل لهم من قبل بعض ضعاف النفوس من هؤلاء المستقدمين الذين قد لا يجدون من يوقفهم عند حدهم والإشراف على هذا الأمر، ومحاولة الحوار والنقاش مع الأبناء على ما قد يحدث طوال الطريق من البيت إلى المدرسة والعكس! وإيجاد قناة حوار هادئة بين الأبناء والآباء والأمهات، ومحاولة التقرب من عقولهم وقضاء وقت معهم، وعدم الاعتماد بالكامل على السائق، وبالإمكان أن يقوم الأب بتوصيل أبنائه إذا سمحت ظروف عمله بذلك أو كذلك الأم التي تستطيع أن تصطحب أبناءها معها وهي في طريقها إلى العمل وتوصلهم إلى المدارس وهي مرتاحة البال بدون أي خوف. والأدهى من ذلك ليس فقط يهمل هؤلاء الأبناء دون أي رقيب في ذهابهم إلى المدرسة، بل أنهم أيضا يتركون مهمة الترفيه عن الأبناء، خاصة الأطفال أو دون سن المراهقة للسائقين والخادمات والذهاب برفقتهم إلى الأماكن الترفيهية والأسواق طوال الفترة المسائية، رغم أن هذه الفترة لا يوجد بها عمل، خاصة بالنسبة للأم التي قد لا يوجد لديها أي عمل أو ارتباطات رسمية، فنرى للأسف أطفالاً صغاراً يتراكضون في المجمعات الكبيرة، وننظر يمنة ويسرة لعلنا نشاهد والدا أو والدة ترافقهم، ولكن نصطدم بالخادمة التي تصرخ عليهم وتسحب بشدة وقوة الصغار الذين قد يعاندون في المشي، ويرغبون بأن يتم حملهم، وبالتالي نسمع صراخ الصغير وهو يرفض المشي، والخادمة تسحبه رغما عنه. وما أسوأ أن نرى طفلاً يلعب بعيدا عن الخادمة التي استغلت الوضع وتعرفت على خادمة أخرى تتجاذب معها الحديث والطفل في واد آخر. وفجأة يقع الطفل ويجرح، وهنا تنتبه الخادمة وتبدأ بالصراخ ولكن أين الأم؟ إنها في شاغل ما عن أبنائها في حفلة زفاف أو دعوة عشاء أو ارتباط أسري وتريد أن تكون وحدها حتى لا يشغلها أحد من أطفالها، ولكن بعد أن يحدث ما لا تحمد عقباه لأحدهم تبدأ بإلقاء اللوم على الخادمة ومن ثم تطردها وتظل تبحث بعد ذلك عن أخرى وهكذا تدور الدائرة، والأبناء وخاصة الصغار هم الضحايا، ومن أجل هؤلاء قد يحاول البعض من الأهل إرضاء المربية أو الخادمة ومحاولة تلبية أي طلب لها، وعدم إغضابها والاستماتة أن تكون في مزاج جيد، حتى ترعى أطفالها وتهتم بهم، ومن ثم تكون النتيجة راتبا كبيرا، وتلبية لكل الرغبات، وعدم القدرة على معاتبتها إذا ما أخطأت، وذلك خوفاً على أطفالها من أي انتقام وأيضا خوفاً من أن تترك هذه الخادمة أو المربية المنزل لتغادر إلى بلادها، حيث تبدأ مشاكل الأم، خاصة العاملة التي تترك أطفالها في رعاية المربية أو الخادمة. والمطلوب أن تكون هناك رقابة ومتابعة لعمل المربية أو الخادمة والسائق، وما قد يجري من خطر على الأبناء منهم، وقضاء وقت أكبر خاصة من قبل الأم مع الأبناء سواء الصغار أو الكبار أيضا، فلا أحد يمكن أن يغني عن الوالدين حفظ الله تعالى أطفالنا وأطفال المسلمين من كل خطر.