14 سبتمبر 2025

تسجيل

المتقاعدون طاقة احتياطية

06 فبراير 2023

التقاعد وما أدراك ما التقاعد وعن وضع المتقاعدين بعد أن تُفك سلاسل ارتباطهم بأعمالهم الحكومية التي أحب كثيرون منها سنوات عملهم بها بينما رأى آخرون أن الخلاص منها أفضل سواء بحكم السن أو طلب التقاعد المبكر، وسؤالي هو لهؤلاء المتقاعدين ممن باتت أيامهم متشابهة ولم يعودوا ملتزمين بوقت الدوام أو الخروج منه أو حتى بوقت النوم والسهر ماذا يفعلون اليوم وهم لا يزالون في قوتهم وعافيتهم ويستطيعون أن يقدموا شيئا سواء لخدمتهم وخدمة مجتمعهم أيضا؟ وأنا في هذا السياق دعوني أتقدم بالشكر والثناء لأكاديمية الخدمة الوطنية (معسكر مقدام) لتقديمها مبادرة جميلة وفعالة هي مبادرة (مستقبلك يتجدد) مخصصة لجميع المتقاعدين من المواطنين والمقيمين من تاريخ 5 فبراير ولغاية 9 من الشهر نفسه ضمن الساعات المحددة من الساعة 8 صباحا ولغاية الساعة 12 ظهرا وهي مبادرة تهدف لشغل أوقات المتقاعدين وجعلها منهج حياة لهم بعد انتهائها ضمن برنامج يتضمن خدمات صحية في متابعة أحوالهم الصحية وقابلية أجسادهم للقيام بما يحتويه هذا البرنامج بالإضافة لحصص تدريبية لتنشيط دورتهم الدموية ومحاولة تجديد الرياضة كمنهج وهواية لا كواجب ضمن المبادرة وجلسات حوارية لمختلف القضايا المجتمعية في إبداء الآراء والأخذ بمجملها بهدف تبادل الخبرات بين المنتسبين والمشاركين وتقديم كل ما يلزم في البرنامج سواء من الناحية الصحية ومتابعتها أو معنويا بمحاولة إشراك هذه الفئة التي تُهمش تلقائيا بعد التقاعد من خلال المشاركة في هذه المبادرة التي سوف تسعى لتغيير أُطر الحياة بالنسبة لهم لاحقا لا سيما وأن كثيرين منهم يرون أن الحياة تتوقف لديهم عند سن الستين بينما لا تزال معايير العمر والصحة والعطاء والمسؤولية فيهم ترسل مؤشراتها الإيجابية وسوف يستفيد المشاركون أيضا إلى جانب هذا تنامي شعورهم بأن المجتمع يعطي جانبا من اهتمامه ووقته لهم بكل إيجابية ومحبة لأن تاريخ هذا المجتمع لا يمكن أن يطوي صفحات كانوا هم الأبطال في رسمه وتحقيق ما فيها من إنجازات في يوم من الأيام وكم أعجبني حقيقة أن من ضمن الأنشطة في هذا البرنامج تعليمهم الرماية والسباحة باعتبار أنهم لم يلتحقوا بالخدمة الوطنية حينما أُقرّت رسميا في السنوات الأخيرة ولذا يبدو الأمر مشوقا وأتمنى أن يتم رصد هذا النشاط إعلاميا باعتباره قد بدأ منذ الأمس الأحد وتسليط الضوء عليه لمعرفة الأكثر مما تضمنه برنامج مستقبلك يتجدد لجميع المتقاعدين ولجميع الجنسيات وهو أمر يُحسب لمجتمعنا الطيب الذي سوف يكون يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر فبراير هو اليوم الرياضي للدولة وكم هو جميل أن تسبق هذه المبادرة الطيبة للمتقاعدين هذا اليوم الذي من المفترض أن يمارس فيه جميع من يسكنه على اختلاف الأعمار والجنس والجنسية والهوية والفئات الأنشطة الرياضية المختلفة كل فيما يهوى ويبرع فيه ويحبه ولعل هذه المبادرة تأتي ليقوم المتقاعدون بما لم يفعلوه منذ أن تقاعدوا وهي الحركة والرياضة والحوار في أمور ومواضيع نافعة تحرك لهم البدن والفكر معا خصوصا وأن نتلقى كثيرا شكاوى من هذه الفئة بعدم اهتمام الجميع بما لا تزال تمتلكه من طاقة وعدم الاستفادة من خبرتها الطويلة ولكن على ما يبدو أن المتقاعدين أنفسهم لا يحاولون الإسهام من أنفسهم في أي شيء يمكن أن يكفهم الشكوى الدائمة لأن مجرد رؤيتهم يسيرون ويمارسون الرياضة أو يشكلون أي نشاط يسهم في نماء المجتمع وتحسين صورتهم كفئة في نظري لا يمكن أن تنتهي صلاحيتها بانتهاء سنوات عملها في المجال الحكومي هو أمر إيجابي وينبه المسؤولون بأن هؤلاء طاقة احتياطية لأي عمل لا يصلح إلا لهم وبإذن الله يتعاون الطرفان لما يمكن أن يحقق بالفائدة للمجتمع والشعور بالرضا للمتقاعدين أنفسهم.