12 سبتمبر 2025
تسجيلدعوا عنكم خلافاتنا العربية العربية ولا تهتموا ! وبعدها ارموا بالمشاحنات العربية العربية جانبا ! ثم ألقوا بكل معاركنا العربية العربية في مكب التاريخ الحديث مؤقتا ! وكونوا اليوم مثل الذي يجتمع في وحدة عربية لم نعهدها ولم نحلم بها ولم نتوقعها إلا مع تناقل أخبار سقوط الطفل المغربي (ريان) ذي الخمس سنوات في بئر عميقة مهجورة في مدينته الصغيرة (شفشاون) الواقعة في شمال المغرب والتي تأسست سنة 1471 لإيواء مسلمي الأندلس بعد بدء استعمارها عصر يوم الثلاثاء الماضي ويتم حتى ساعة كتابة هذا المقال خمسة أيام كاملة وهو في بطن هذه البئر التي تمتد في عمق 32 مترا ولم تفلح الجهود المحلية والتي تشرف عليها السلطات المغربية بنفسها حتى الآن من انتشال هذا الطفل الذي استطاعت فرق الإنقاذ بمهارة أن تمده بأنابيب من الأكسجين يتم تجديدها بصورة متواصلة لمساعدة الصغير على التنفس وإمداده بقنان الحليب والماء ليتمكن من الانتصار في معركته المظلمة التي يخوضها بمفرده في غيابة جُب لم يستطع أي من المنقذين المتطوعين أن ينجح في مهمة النزول وانتشال (ريان) بالسلامة بعد أن تعرض أغلبهم للاختناق من ضيق مسار البئر التي تضيق في آخرها حيث يمكث الصغير ريان في ظلمته ووحشته وبرودته وحيدا. اليوم يلتف جميع العرب من مشرقه لمغربه ومن خليجه إلى محيطه خلف دعوات وابتهالات مستمرة لا تتوقف بأن تتكلل جهود المغرب الشقيق في انتشال صغيره وإنقاذه وأن تقر عينا والدته برؤيته قريبا بالنجاح الكبير وسط توقعات أكبر بأن الطفل يعاني من كسور متفرقة وجسم مرهق ومنهك لم يقوَ في إحدى المحاولات من إمساك قنينة الماء لشربها في تلك المشاهد المؤلمة التي تناقلتها اللقطات التي سجلتها الكاميرات الرقمية الدقيقة التي تم إنزالها بحذر لمعاينة حالة الطفل الصحية في مشهد أثار مشاعر العالم على اختلاف الدين والجنسية والهوية ولكن تبقى الإنسانية الخالية من كل تعقيدات الحياة هي ما جمعت هذا العالم على الشعور بما يمكن أن يشعر به هذا الطفل والثواني تمر عليه مثل قرون لا يعرف احتسابها بدقة ولكن يكفي ما يمكن فعلا أن يشعر بها حتى هذه اللحظة والتي قد تفاجئنا بعدها لا سمح الله بفجيعة لا نتمنى أن يعيشها ذوو هذا الطفل والعالم بأسره وأن يخرج سالما معافى بحول الله وقدرته وسط أخبار عاجلة بأنه لم يتبق سوى أقل من مترين ونصف المتر للوصول فعليا إلى مكان (ريان) حيث يجري الحفر يدويا بصورة أفقية بعد أن تعذر مواصلة الحفر عموديا خشية انهيار التربة بصورة مفاجئة لا سيما وأن التوقعات للأرصاد الجوية تسير نحو هطول الأمطار في أي وقت وهذا يمثل تهديدا حيا لكل هذه الجهود وحياة الصغير القابع في قلب الأرض وحيدا وجائعا وخائفا ومتعبا وربما يكون منازعا للحظاته الأخيرة في هذه الحياة لا سمح الله لكنه البطل الصغير الذي استطاع أن يجمع العالم والكرة الأرضية داخل هذه الحفرة بعد أن تعلق الجميع بها في أن تلفظ من هو بداخلها يعارك الموت ويبدو متشبثا بالحياة أكثر من أي وقت وقلوبنا العربية والإسلامية والعالمية تبتهل إلى الله بأن يسعد قلوبنا بخروجه حيا معافى بإذن الله في أقوى إشارة لما يعانيه الأطفال في هذا العالم من قسوة لا تتناسب مع سنهم الصغيرة ومثله فواز القطيفان الطفل السوري الذي بُثت لقطات حية له وهو يُعذب عاريا إلا من لبس داخلي رقيق من مختطفيه بصورة لا إنسانية لإجبار أهله على دفع دية خطفه وكأن (ريان) قد جعل أنظارنا تتجه إلى (فواز) وإلى ملايين مثل (ريان وفواز) يمثلون أطفال العرب الذين يعانون بصورة مؤلمة دون اهتمام من العالم الذي يدعي إنسانيته زيفا سواء في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو فلسطين أو العراق أو كل منطقة منكوبة معيشيا وميدانيا تفتك بها الحروب والصراعات ولذا دعوا هذا المقال يكون من الماضي وأنتم تقرأونه وسط أخبار مبشرة حتى الآن بأن موعد إنقاذ (ريان) يبدو وشيكا في أي لحظة بحول الله وقوته ويبقى مليون ريان في انتظار الفرج !. [email protected] @ebtesam777