11 سبتمبر 2025
تسجيلأتابع منذ فترة الزيارات الخارجية لعدد من المسؤولين التي تكررت بشكل ملحوظ، ومما لاشك فيه فإن زيارات العديد من هؤلاء المسؤولين أثمرت عن نتائج إيجابية ملموسة وأتت أُكلها من خلال مواقف كثير من الجهات الخارجية التي أصبحت أكثر اتزانًا في تناول المواقف، كما تم فتح الأسواق وجلب البضائع وما إلى ذلك من فوائد أثمرت بالإيجابية على الدولة خصوصًا خلال فترة هذا الحصار الجائر. ملاحظتي الشخصية التي بُنيت من خلال متابعة إعلامية أن هناك بعضا من المسؤولين عشقوا هذه الرحلات بشكل كبير! لا يعود هذا الرئيس إلى الوطن من زيارة خارجية حتى يعلن عن زيارة قادمة! ومن مشاركة بمؤتمر فلاني إلى تجمع علاني! ثم زيارة رسمية! وكأنه ابن بطوطة مع أن مجال العمل وتخصصه لا يرتبط بالعمل الخارجي بتاتًا، وإنما صميم العمل من المفترض أن يصب على الداخل والتركيز على الموضوعات المحلية والمساهمة في نهضة البلد، فبعد كل زيارة تبدأ البطانة الداخلية - وهي المستفيد الأول من ذلك بلا شك- بالتخطيط للزيارة القادمة والترتيب لها، فتعد العدة ويتم اختيار الوفد المقرب على القلوب من مرافقين خاصين، وفريق إعلامي متكامل، ووفد مرافق من الأعضاء، وتبدأ الحجوزات ومخاطبات السفارات التي يتم شغلها بفتح صالات الاستقبال وتأجير السيارات والسكن وموظفي العلاقات العامة والترجمة وغيرهم من جيش عرمرم يطالب به الوفد المرافق للاستحواذ على رضا الرئيس أو المدير ونيل ثنائه وعطاياه من درجات وظيفية أو مكافأة سنوية أو غيرها من علامات الشكر، ناهيك عن بدل التمثيل الذي يُدفع بعد كل زيارة للجميع مما يجعل بند الزيارات الخارجية يستحوذ على نصيب الأسد في الميزانية ويرهقها من أجل صورة جماعية مع النظير ونقاش عام لا يغني ولا يسمن من جوع. المشاركات الخارجية للوفود مهمة، وفتح القنوات مع النظراء في الدول وتبادل الخبرات لاشك أنها خطوات نحتاجها بين فترة وأخرى خاصةً بين رؤساء المجالس والهيئات بشرط أن تكون مدروسة وذات فوائد ملموسة وأهداف تترجم على أرض الواقع وليس أخبارا عامة ورنانة لمشاركات ليس من ورائها أي فائدة تُذكر غير فائدة تلك البطانة التي ما أن يغادر هذا المسؤول أو المدير حتى يستميلوا المسؤول الجديد بالخدمات والتمجيد وفرش السجاد الأحمر وذم السابق على مبدأ "مات الملك، عاش الملك". مبدأ محاسبة الذات مهم جدًا للمسؤول الذي حمل أمانة، وكُلف بمهمة لخدمة الوطن والمواطن والعمل من أجل صالح البلاد والعباد، والإسراف والتبذير أمر يجب أن يُحاسب عليه المسؤول نفسه أولاً قبل الآخرين/الرعية/ الموظفين والتفكر في قول الله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) صدق الله العظيم، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فميزانيات المجالس والهيئات والمؤسسات العامة والاعتمادات المالية لم تُرصد للصرف على زيارات هذا الرئيس أو ذاك، وإنما للتخطيط والتطوير والتدريب والأولويات التي تصب في الصالح المحلي من أجل منفعة الجميع وليس من أجل منفعة فئة معينة. والله من وراء القصد. Twitter@mohdaalansari